أحمد فؤاد الصادق وغادة والي الكاذبة
أحمد فؤاد من النماذج التي تمردت على هذا الكذب، وأعتقد أنه قد نجا، وإن كان استطاع الهروب من مجتمعات الإسمنت والأصنام والكذب، فسوف يهرب غيره كثيرين لكن في الداخل،
رشا رفعت شاهين
احمد فؤاد، نجم المصارعة الهارب يرمز لكل شباب مصر ودول شعوب العالم الثالث من الطبقة الفقيرة والمتوسطة السائدة والذين هم في العشرينات من عمرهم وما قبلها، هؤلاء الشباب في نقاشاتهم يضربون عرض الحائط بكل شيء لم يدخل عقولهم أو ضمائرهم،، هؤلاء سوف يحدثون طفرة مجتمعية حقيقية ضد كل المتيبس والجبسي والإسمنتي من الأفكار والأصنام التي تربي عليها كمقدسات وعيب وحرام وما يصحش الأجيال الأقدم،، تلك القيم التي تم سجن آلاف الأشخاص بسببها، بل وربما قتلهم (مثلما حدث لمحسة أميني في إيران ومعها فتيات وشبان آخرين، وكما يحدث في دول، غير إيران، تحكمها نفس القيم المهترئة وإن اختلف المذهب)، والحجة ازدراء الأديان أو التصرف ضد قيم المجتمع وغيرها من التهم،،
هؤلاء هم الأمل لمصر ولكل تلك الشعوب البائسة المتأخرة،، الأمل لأوطان خالية من الدروشة والمشي العمياني وراء رجال الدين أو السياسيين أو الفنانين أو أي شخص مؤثر، هم بداية وضع الأقدام على سلم الحضارة الحديثة،، في النقاشات الخاصة بينهم يتحدثون عن الجنس والحب والسياسة والدين وكل شيء بحرية مطلقة ويعبرون عن مشاعرهم بدون خوف أو شعور بالذنب،، هناك جروبز (مجموعة) على فيس بوك وغيره تضم تلك الأجيال ومن يتسلل إليها من العجائز (الذين تخطوا الثلاثينات والأربعينات وما فوقها إن جاز التعبير)، سوف يرى العجب العجاب، قد يرتفع ضغطه وبسقط مغشياً عليه من هول الصدمة والتعبيرات الصريحة الجريئة لهؤلاء الأطفال، من قرأ تواريخ النهضة للدول التي تقدمت، فسوف يدرك أنه لا نهضة بدون (صدق).
لابد من التعبير عن أنفسنا بدون خوف وبكل صدق، نماذج منافقة مثل غادة والي تنتشر بشدة في مجتمعاتنا الكاذبة وينتمون إلى طبقة كبار الموظفين والمسئولين والمرتاحين والواصلين، يعتقدون، واهمين، بدوام الأحوال ودوام السلطة والمجد، ولكن، وللإنصاف، فمن سمح بظهور نموذج مثل غادة وهروب بطل مثل أحمد هم المجتمع الفاسد نفسه والكاذبون القدامى، بل قد تجد شيخا في الثمانين وجدة لديها العديد من الأحفاد يكذبان،،،
أحمد فؤاد من النماذج التي تمردت على هذا الكذب، وأعتقد أنه قد نجا، وإن كان استطاع الهروب من مجتمعات الإسمنت والأصنام والكذب، فسوف يهرب غيره كثيرين لكن في الداخل،
سوف يهربون إلى مجتمعاتهم الخاصة التي لن تلبث أن تتسع وتَكُبر وتكف عن الهرب،
سوف يصبح هؤلاء الهاربين شباباً لا يخاف ومسئولين ووزراء وفنانين وسياسيين،
سوف يحطمون الأصنام في وقت أقرب كثيراً مما يتخيل العجائز،
ووقتها، قد يبدأ هؤلاء العجائز بقوانينهم برجال دينهم بقيمهم الزائفة بكذبهم في الهروب،
ولن يستطيعوا.