ما الذي يجعل الجيش المصري يجلس مع إرهابيي البوليساريو في الجزائر؟
لا يهم الجزائر التي نعرف أنها الخصم الرئيسي للمملكة المغربية في نزاع الصحراء الذي أكدت المملكة انتصارها فيه على الأرض، لكن ما الذي يجعل جيش السيسي يجلس جنبا إلى جنب مع مليشيا انفصالية تصنفها المملكة المغربية ضمن الجماعات الإرهابية بعد أن انفرط عقدها الانفصالي ليتمدد باتجاه تأثيرات واستقطابات الجماعات الإرهابية في دول الساحل
في التفاصيل، ما أعلنه الجيش الجزائري، السبت، مشاركة الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش نائب وزير الدفاع، في الاجتماع الحادي عشر للجنة رؤساء الأركان، والاجتماع العاشر لمجلس وزراء الدفاع للدول الأعضاء في هذه القدرة الإقليمية، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، وذلك في إطار الاجتماعات السنوية لقدرة إقليم شمال إفريقيا.
كما أعلنت الجزائر حضور القيادي في ميليشيات جبهة “البوليساريو” الانفصالية، محمـد الولي أعكيك، هذا الاجتماع، باعتباره “رئيس أركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي” على حد تعبيرها، وإلى جانبه الفريق أول محمـد علي الحداد، رئيس هيئة الأركان العامة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، واللواء أركان حرب عصام الجمل، مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وأحمد احميدة التاجوري، الأمين التنفيذي لقدرة إقليم شمال إفريقيا.
إلى هنا، باتت دولة الجمهورية المصرية مطالبة بتوضيح موقفها من هذا الخبر الذي لن يسر المملكة المغربية في كل الاحوال، إذ ظلت العلاقات المصرية المغربية في منأى عن تجاذبات هي، اولا، في غنى عنها، خصوصا مع حالة الطوارئ الإقليمية التي باتت تتهدد المنطقة ككل انطلاقا هذه المرة من الشقيقة السودان.
خلال خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، أكد جلالته ان الصحراء المغربية هي المنظار الذي بات المغرب ينظر عبره إلى علاقاته مع الأشقاء والأصدقاء من الدول.
بات على الجمهورية العربية المصرية، توضيح موقفها الرسمي مما جرى، وإلا فإن دولة “أرض الكنانة”، شرعت تلعب مع المملكة المغربية لعبة “الابتزاز”، لكن، ما الذي تريده مصر من هذا الظهور “العسكري” جنبا إلى جنب مع أعداء الوحدة الترابية للملكة المغربية في الجزائر؟
إن لم يكن الرد المصري رسميا، فالأكيد أن ثمة مؤامرة أخرى تحاك في الخفاء ضد المملكة.