لا تَهُمّ جنسية الطائرة.. الأهم جنسية البطولة
ثمة فرق بين المناسبتين فالشان الإفريقي، الذي تأخر عنه مثلا منتخب مصر، لا تجري فعالياته تحت إشراف الفيفا، وغير مؤهل كمؤشر تصنيف دولي كما أنه مشروع كروي مهدد بالزوال وغير مرحب به من قبل العديد من الاتحادات الإفريقية، وليس له أي مثيل بالاتحادات القارية في الوقت الذي يعد فيه نهائيات كأس أمم إفريقيا للناشئين الذي تشرف عليه الفيفا محطة مؤهلة لكأس العالم للشباب أقل من 17 سنة وهي مناسبة كروية لا يمكن بحال من الأحوال مقاطعتها.
عزالدين عبد الكريم عماري
تساءل فريق من العموم كما الخواص عن جنسية الطائرة التي ستقل المنتخب المغربي للفتيان (أقل من 17 سنة) إلى الجزائر للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم لذات الفئة.
سافر المنتخب المغربي إلى الجزائر على متن خط جوي مباشر من المغرب دونما الاضطرار إلى تحديد نقطة عبور ثانية لاستئناف وصوله إلى دولة الكابرانات ولكن عبر خطوط جوية غير مغربية/ رومانية بعدما تدخلت الفيفا و الكاف.
يعتقد هذا الفريق من المتسائلين أن قبول المغرب الانتقال إلى الجزائر عبر خط جوي غير مغربي، وهو الشرط الذي لم تعترض عليه الجزائر خلال بطولة “الشان” 2023 التي نظمت بالجزائر، هو تراجع مغربي وشبه هزيمة مادام أن الجزائر لم تمانع خلال بطولة “الشان” من تنقل منتخبنا عبر خط مباشر ما عدا استعماله للخطوط الملكية المغربية الصادر في حقها حظرا جزائريا.
أولا لابد من التأكيد أنه من الناحية الأخلاقية والرياضية السامية عن كل خلاف سياسي كان على السلطات الجزائرية أن ترحب بالمنتخب المغربي في رحلة استثناء خلال بطولة الشان التي أٌقيمت على أراضيها ، لكن مادام أنها انتصرت لموقفها السياسي المعادي كان على المغرب كذلك التمسك بحق عدم إشراك السياسية في الرياضة وهذه قاعدة متعارف عليها دوليا وغير قابلة للتجزيء.
ثانيا أن بطولة الشان أو كأس أمم إفريقيا للمحليين ليس هو بطولة كأس أمم إفريقيا للناشئين والمؤهلة إلى بطولة كأس العالم للشباب أٌقل من 17 سنة، فالشان بطولة يمكن اعتبارها ” قاصر” غير بالغة لسن التصنيف الدولي “الفيفا” والحال أنه قبل إنطلاق الدورة الأخيرة بالجزائر كانت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم قد أعلنت بتاريخ 28 إبريل اعتذار تونس ومصر عن المشاركة في البطولة، لتلحق بهما بعد ذلك جمهورية أوغندا.
وذكرت وسائل إعلام محلية في تونس أن اتحاد اللعبة المحلي فضل الانسحاب بسبب تركيزه على تجهيز المنتخب الأول للمشاركة في نهائيات كأس العالم قطر 2022، من جهته جاء اعتذار الاتحاد المصري بسبب استعدادات “كان 2023″، حسبما أورد الإعلام المصري، بينما قرر الاتحاد الأوغندي عدم المشاركة بسبب أزمة مالية خانقة يعاني منها.
ثمة فرق بين المناسبتين فالشان الإفريقي، الذي تأخر عنه مثلا منتخب مصر، لا تجري فعالياته تحت إشراف الفيفا، وغير مؤهل كمؤشر تصنيف دولي كما أنه مشروع كروي مهدد بالزوال وغير مرحب به من قبل العديد من الاتحادات الإفريقية، وليس له أي مثيل بالاتحادات القارية في الوقت الذي يعد فيه نهائيات كأس أمم إفريقيا للناشئين الذي تشرف عليه الفيفا محطة مؤهلة لكأس العالم للشباب أقل من 17 سنة وهي مناسبة كروية لا يمكن بحال من الأحوال مقاطعتها.
لقد وقف الجميع على حجم الشعارات المناوئة التي رددها حفدة الكراغلة خلال إحدى المباريات كما شاهد العالم كيف أٌقحم كابرانات الحقد والغل والكراهية حفيد مانديلا ذي السجل العدلي الأسود في حرب مكشوفة على المغرب خلال افتتاح إفتاح بطولة الشان.
إننا اليوم أمام محفل كروي دولي مسنود ومدعوم من أعلى هيئة كروية عالمية الفيفا والمغرب ممثل بذات الهيئة بل المغرب رقم مؤثر بحجم إمكانياته اللوجيستيكية و الرياضية وببنيته التحتية وهو شريك موثوق فيه لدى الفيفا التي تثق في مؤهلاته ولعل ظفر المغرب وبمناسبتين لتنظيم كأس العالم للأندية خير دليل على ذلك.
لم ينتصر لقجع كما حاول البعض إيهامنا ولم تنتصر الجزائر كما تسوق أبواقها.
فالصراع سياسي عمر لسنين وما يزال، بين أمة تطالب بحق إسترجاع أراضيها المغتصبة ونظام حكم يخدم أجندات خارجية، إستغل محفل كروي ينظم على أرضه لتصفية حساباته.
في مثل هذه القضايا توضع الملفات ذات هذا الحجم فوق طاولة الديبلوماسية ويشتغل عليها ذوو العقول ولا مجال فيها للخطأ.
مشاركة موفقة لشبان سعيد شيبة بتألق تاريخي جديد يعيد تأكيد مسيرة التفوق الكروي المغربي.