التنافس الدولي تجاه القارة الافريقية... ومدى تأثيره على الأفارقة
بعد انتهاء الحرب الباردة في عام ١٩٨٩م وتفكك الاتحاد السوفيتي وانفردت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم تحت شعار النظام العالمي الجديد! فقدت روسيا الاتحادية نفوذها في افريقيا وزادات من هيمنة حلفاء الولايات المتحدة في افريقيا بستار الديمقراطية وحقوق الإنسان والأمن الدولي،
عمر موسي كاتب وباحث
– افريقيا هي ثاني قارة في العالم من حيث السكان والمساحة بعد قارة آسيا، وتبلغ عدد السكان علي حسب إحصائيات ٢٠١٧، حوالي ١.٢ مليار نسمة، والمساحة حوالي ٣٠ مليون كيلو متر مربع.
– القارة الافريقية اي ما يسمي بالقارة السوداء! تتمتع بموارد طبيعية واقتصادية ضخمة، وبسبب هذه الميزة أصبحت فريسه بالنسبة للدول العظمي، ومن ضمنهم الدول الأوروبية! عندما نرجع الي القرون الماضية نجد ان السبب الرئيسي للزحف الاستعماري نحو افريقيا هي الموارد الطبيعية والأراضي الزراعية وأسواق لمنتجاتها بعض ان يتم تصنيعها، لذا نجد ان معظم الدول التي تم استعماره من قبل الأوروبيين! كانت هناك مشاريع زراعية وايضا مناجم التعدين وغيرها، ومن المحزن تم تقسيم افريقيا في مؤتمر برلين عام ١٨٨٥م، لذا نجد ان غرب افريقيا ذات تابع فرنسي وجنوب افريقيا بريطانيا وبلجيكا وهولندا والبرتغال و شمال افريقيا بريطانيا والدولة العثمانية ووسط افريقيا متعددة النفوذ.
– وبعد خروج المستعمر من القارة الافريقية دخل العالم في نمط الحرب الباردة ما بين الثنائية القطبية وهي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها أوروبا الغربية! والاتحاد السوفيتي اي ما يعرف بأوروبا الشرقية، في ذاك الفترة روسيا دخلت في افريقيا عن طريق استراتيجية القوي النائمة وهي العلاقات الاقتصادية والعسكرية والامنية، اما الولايات المتحدة الأمريكية تركت الامر لحلفاتها لان حلفاءها لديهم نفوذ من قبل وهي فترة الامبريالية العسكرية.
– بعد انتهاء الحرب الباردة في عام ١٩٨٩م وتفكك الاتحاد السوفيتي وانفردت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم تحت شعار النظام العالمي الجديد! فقدت روسيا الاتحادية نفوذها في افريقيا وزادات من هيمنة حلفاء الولايات المتحدة في افريقيا بستار الديمقراطية وحقوق الإنسان والأمن الدولي، ونجحوا دول أوروبا الغربية بهذه النهج والاستراتيجية وعملوا اتفاقيات طويلة المدى في جانب التعدين والتمويل التنموي واستخراج البترول وغيرها.
– وفي ظل نهوض اي تصاعد بعض الدول مثل الهند والصين وروسيا وتركيا وإيران اقتصاديا وعسكريا، رفعوا شعارات جديدة وهي استراتيجية التوسع ومن المعلوم ان اي دولة في هذه الكون عندما تنهض اقتصاديا وسياسيا وعسكريا تسعي الي التوسع سواء كانت اقليميا او دوليا، لذلك من الطبيعي نجد هذه الدول تزاحم دول أوروبا الغربية في القارة الافريقية، والان في الساحة الدولية هناك تنافس دولي من أجل النفوذ في القارة الافريقية، وبعد الحرب الروسية الاوكرانية الكل يسعي لإيجاد نفسها في القارة الافريقية ومثال لذلك روسيا تسعي لتحسين علاقتها مع دول غرب افريقيا والاتحاد الأوروبي تقاتل من أجل السودان وفي نفس الوقت روسيا وتركيا يتباحثون حول العلاقات القديمة مع حكومة الانقاذ، وإسرائيل يريد تطبيع علاقتها مع معظم الدول الأفريقية ومن ضمنهم السودان وتشاد وافريقيا الوسطي وجنوب السودان.
– السؤال الذي يطرح نفسه لماذا افريقيا؟ ولماذا القادة الأفارقة يستبدلون المستعمر بالمستعمر، يجب علي الدول الافريقية التحالف والترابط ووضع خطة استراتيجية واضحة وتوسيع اجهزة منظماتها الإقليمية سواء كانت الاتحاد الافريقي او الكوميسا او الايغاد، من أجل الحفاظ علي موارد القارة الافريقية والشعب الافريقي من الفقر والجوع والتشرد.
-اخيرا، في رأي ان القارة الأفريقية للأفارقة فقط، نتمني ان يكون هناك قادة حقيقين يوحدوا الشعب الافريقي وإنشاء جسم تمثل كل الأفارقة مثل منظمة الاتحاد الأوروبي الذي يجمع كل الاطياف الأوروبية، ماذا لا يكون هناك برلمان افريقي وبنك افريقي وجواز سفر افريقي ودستور افريقي ….. إن حركة عموم افريقيا ليس اختياري وإنما حتمي لكل افريقي يريد أن يعيش حر.