“يوميات سكير” لعبد العزيز بنعبو ، إصدار جديد عن “دار الوطن”
في (السرديات الخمرية)، مكونات تثير الإعجاب لدى المتلقي: طرافة الفكرة...
صدر حديثا للشاعر والكاتب الصحافي، عبد العزيز بنعبو، كتاب جديد موسوم بـ “يوميات سكير” عن دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر.
الكتاب الواقع في 80 صفحة من القطع المتوسط، زينته لوحة أنجزتها علية بنعبو، وانجزت التصميم الداخلي والغلاف هند الساعدي، كما زينت صفحاته الأولى لوحة للفنان عبد الله درقاوي.
وتفرعت العناوين الداخلية للكتاب السيرة، إلى 23 عنوانا توزعت عبر مسارات يومية يحكي فيها عبد العزيز بنعبو، عن كواليس يوميات “البلية” والعلاقة مع الكحول، ويسرد تفاصيل بعض الجلسات، كما يخوض في تلك المشاعر المتضاربة ويتوغل في أدغال “الثمن” كما يسمى باللهجة المغربية، وهو الوصول إلى أعلى درجات الثمالة.
وكما اعتبره الناشر عبد النبي الشراط، في كلمة جاءت في ظهر الكتاب، فإنه “نص متمرد على نفسه وعلى الصمت المتخاذل”، وجماليته “ليس في قدرته على تحطيم التوتيم… وتجاوز الوثنية الكتابية المحدثة فحسب بل في خطابه السردي وقدرته الخارقة أن يجعلك تسكر معه حين تصحو الحانات وتصحو حين يصيبه صداع الصباح..”.
وبالنسبة لعبد النبي الشراط في كلمة الناشر، فإن “هذه اليوميات لكاتب يجيد المشي على الأصابع في حقل ملغوم… حقل يكاد يكون بلا خرائط… لكنه يعلن مسؤوليته الراقية عن كل إدمان للنص..”، ويتخم بنصيحة “يقرأ هذا النص صباحا مع فنجان قهوة… ومساء بلا غواية..”.
وقبل كلمة الناشر تصدر الكتاب تقديم وقّعه الكاتب الصحافي الرائد، بوشعيب الضبار، واختار له عنوان من (“سنوات السكر العلني والسري”إلى “مرحلة الصحو”..)، وقال في مستهله “لأول مرة في المغرب، وفي سبق غير معهود، يجرؤ كاتب صحفي وإعلامي وشاعر معروف على الخوض في تجربة شخصية ذات طابع اجتماعي حول رحلته في دهاليز وأقبية الحانات المعتمة، ومعاقرته الكأس حتى الثمالة، والسهر مع الندماء حتى آخر أنفاس الليل.”
ويضيف الضبار، “هي يوميات، وبالأحرى (سرديات خمرية)، إن جاز التعبير، لها خصوصيتها، تسبر أغوار هذه العوالم السفلى الحبلى بالأسرار الغامضة، والحكايات المثيرة عن مرتادي تلك الفضاءات، يرويها الكاتب والإعلامي الأستاذ عبد العزيز بنعبو، بأسلوبه الرشيق، ويضفي عليها هالة من التشويق.”
ويؤكد الإعلامي الرائد بوشعيب الضبار في تقديمه، “إنها تجربة شخصية مثيرة، جديرة بأن تأخذ حقها من الاعتبار، وتستحق الاهتمام والمتابعة، على أساس أن تقرأ جيدا، وتخضع للتحليل، لأنها تمتح من واقع معاش، ندرك جميعا تبعاته وانعكاساته، وما يفرزه من ظواهر وتجليات في الحياة الاجتماعية.”
ويتوقف الضبار عند ملاحظة أساسية، وهي أن “اللافت للانتباه في هذه اليوميات، أن كاتبها الأستاذ بنعبو لا يعتلي منصة الخطابة، ولا يصدر الفتاوى، حول حدود الحرام والحلال، ولا يقدم النصح والإرشاد، ولا يدعي البطولة، بل انه انتبذ مقعدا، وجلس كسكير سابق، يستحضر مغامراته بمنتهى الأمانة والصدق مع النفس، كما عاشها، في لحظة مكاشفة، تاركا للآخرين، أصحاب العقول المتصفة بخاصية التفاعل الايجابي، فرصة استيعاب الدرس من تلقاء أنفسهم.”
ويشير صاحب التقديم، إلى أنه “في هذه (السرديات الخمرية)، ثمة مكونات تثير الإعجاب لدى المتلقي: طرافة الفكرة، ورمزيتها الاجتماعية، خطاب الحكي، أسلوب السرد الانسيابي، روح المرح، ونكهة السخرية المبطنة بين السطور، والعبرة التي تشكل خلاصة التجربة التي امتدت على مدى سنين بين (السكر العلني والسري)”.