الباحث وديع بكيطة ينال شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا
وديع بكيطة، أستاذ الفلسفة بالتعليم الثانوي، وباحث في المجال الفكري وصاحب العمود الأسبوعي “رقوش”، بـموقع “الأسبوع المغاربي” يحصل على شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا.
وجرت يوم الخميس 21 يوليوز 2022 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس – فاس على الساعة العاشرة صباحا مناقشة أطروحة الدكتوراه التي أنجزها الطالب الباحث وديع بكيطة تحت عنوان “صورة المعرفة في التراث العربي” والتي أشرف عليها كل من الدكتور بنعيسى بويوزان، وناقشها كل من الدكاترة السادة الأجلاء: الدكتور محمد القاسيمي مشرفا، والدكتور لحسن لشكر والدكتور محمد الكنوني والدكتور بنعيسى بويوزان باعتباره مشرفا.
وقد تناولت الأطروحة موضوع المعرفة في التراث العربي، مستعينة في ذلك بما استجد في السيميائية المعرفية والعلوم المعرفية، وحاولت توسيع بنية مفهوم النص وطرح سؤال دقيق “كيف نرى العالم؟” أو بشكل أبين “ما هي العلاقة الدائرة بين الذهن والحس والشيء”، وقد شملت دراسة عامة لكل هذه النصوص، بداية من:
– أفلاطون، المحاورات الكاملة، ست (6) مجلدات، والتي نقلها إلى العربية شوقي داود تمراز، والصادرة عن دار الاهلية للنشر والتوزيع، بيروت 1994؛
– رسائل إخوان الصفا وخُلان الوفا، أربع (4) مجلدات، والتي قدمها وحققها بطرس البستاني، والصادرة عن دار صادر بيروت الطبعة الثالثة 2011؛
– محيي الدِين بن عربي. الفتوحات المكية، أربعة عشرة (14) مجلدا، تحقيق وتقديم د. عثمان يحيى، تصدير ومراجعة د. ابراهيم مدكور، الصادرة عن دار الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1405 هـ ـ 1985م، الطبعة الثانية؛
– الحسن بن الهيثم أبو علي المهندس البصري، كتاب المناظر، مجلدين (2)، المقالات 1.2.3، في الإبصار على الاستقامة، حققها وراجعها على الترجمة اللاتينية عبد الحميد صبره، السلسلة التراثية 4، الكويت 1983 م؛
– واختتمَ بشارل ساندرس بيرس Charles Sanders Peirce، الأعمال الكاملة، عشر (10) مجلدات، والتي نشرت على يد جامعة هارفرد سنة 1958، وخاصة قسم الفلسفة.
وقد قامت مقاربة هذه الأنساق على البحث عن الجانب المتعلق بالصورة ـ الصورة في التراث ـ وإدراكها وخبرتنا بها، داخل إطار العلاقة السابقة والتي تجمع بين الذهن والحس والشيء، وتدمج هذه التصورات السابقة مع التصورات الحديثة للسيميائيات المعرفية، والتي طورت جانبا من السيميائيات الكلاسيكية وحاولت إضافة مستجدات العلوم المعرفية الجديدة لهذا النسق العام.
وقد شهد اللقاء حضور مجموعة من الأساتذة الدكاترة والباحثين الذين شكلوا جزءا من هذا البحث (توجيها واستشارة وتعديلا وتصحيحا)؛ الدكتور حميد الإدريسي، الدكتور إبراهيم العمري، الدكتور محمد المساعدي، الدكتور رشيد باعلي… وقد وجه الباحث الشكر والتقدير للكثير من الأساتذة الدكاترة الذين كان لهم فضل على هذا العمل؛ الدكتور محسن بوعزيزي، الدكتور حسن لهيلالي، الأستاذ سعيد هادف، الدكتور عبد المالك ورد، الدكتور بنعيسى أزاييط … وآخرين.
وقد انتهت المناقشة بنيل الطالب الباحث على ميزة مشرف جدا، وتنويه من طرف اللجنة المشرفة.
وهذه كلمة الاختتام “التطهر بالمعرفة”، التي اختمم بها الطالب الباحث مناقشة هذه الأطروحة التي حاولت معالجة صورة المعرفة في التراث العربي في ظل السيميائيات المعرفية والعلوم المعرفية.
وفي كلمة عنونها بـ”التطهر بالمعرفة”، عبر فيها عن شكره وامتنانه لأعضاء مجلس البحث العلمي، ومن ضمن ما جاء فيها قوله: “لا أدعي فيه الكمال، بقدر ما أقول لكم أني قد عملت فيه على توفير فسحة لنقاش علمي، تحاور فيه الأنساق المعرفية بعضها البعض، بعيدا عن أي تحيز إيديولوجي أو هوى ذاتي”.
واعتبر “إن ما نناقشه في اللغة وللغة ومن أجل اللغة وفي دائرة اللغة”، هو بالأساس نقاش جوهري وخاص وصفْوي داخل موسوعة التراث الإنساني، ومنه المكتوب بالعربية وخطوطها، ونحن بحوارنا حوله وفيه وله ومن أجله، ورغم اختلافاتنا وشجوننا، نكون أحد أهم الفاعلين فيه، سواء أدركنا ذلك أو لم ندركه، تسكن اللغة ذواتنا ونحن لا نسكنها، لذلك فما يكتبه أي كاتب أو باحث من وجهة نظري هو إيقاع للغة، ومن السذاجة القول إن هنالك وعي إنساني باللغة بل هنالك فقط لغة تعي ذاتها، وما نحن إلا ذوات أو بتعبير استعاري جرار من فخار تقطنها كل لغات ولهجات العالم، كل لغة أو لهجة لها رؤية معينة للعالم”.
واختتم كلمته بالقول أنه “ما من معرفة حقة تكتمل في نظر صاحبها إلا بالنقد وتجاوز الذات؛ وعلى حد قول الفلاسفة القدماء: أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك. وبتدقيق الصوفية: “من عرف نفسه عرف ربه”. وبحد بيرس:” هذه هي القاعدة الوحيدة للعقل، من أجل أن تتعلم يجب أن تكون لك رغبة في ذلك، ويجب ألا تكون راضيا بالفعل عما تعتقد، توجد نتيجة واحدة تستحق أن تكون هي ذاتها مكتوبة على سور مدينة الفلسفة: لا تقف في طريق التأويل”.