الرسائل الأفريقية لفوزي لقجع: محاربة الفساد أولا، والكاف لم تعُد محمية خاصة
في رسائل صريحة ونارية، قال فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إن زمن الحݣرة والفساد الكروي في إفريقيا، والذي مكن بعض البلدان من الحصول على مجموعة من الألقاب وتسيد القارة السمراء، قد ولى إلى غير رجعة. وأكد لقجع في تصريح صحفي، أن الفساد الكروي والظلم كانا سائدين بقوة في إفريقيا ما كان سببا في خروج الفرق المغربية من الأدوار التمهيدية في عديد المناسبات قبل أن تتظافر الجهود لتصبح للمغرب كلمته ويتغير واقع الحال.
وفي ذات التصريحات التي سبقت مباراة نهاية دوري الأبطال الأفريقية التي جمعت الوداد البيضاوي والنادي الأهلي المصري وما رافقتها من تعاليق و”ضربات تحت الحزام”، من طرف جهات كروية أفريقية ظلت تستفيد لعقود من وضع الفساد الكروي الأفريقي وتحقق “الإنجازات الكروية الهائلة” بفضله، أوضح لقجع أن نهضة بركان لعب 3 نهائيات في أربع سنوات، وفاز بلقبين، فيما هيمن الوداد على العصبة وفاز بلقب وسيفوز باللقب الثاني في خمس سنوات الأخيرة، الشيء نفسه بالنسبة إلى الرجاء الرياضي، مدللا بذلك على أن الفرق المغربية كانت تتعرض لظلم كبير وتكتوي بالفساد الكروي في إفريقيا.
كما ذكر أن نادي الرجاء الرياضي كان من المفترض أن يكون طرفا خلال المباراة النهائية التي جمعت النادي الاهلي المصري والوداد الرياضي والتي توج بها هذا الأخير عن جدارة، لولا الظلم التحكيمي الذي تعرض له في دور ربع النهائي.
أكد المتحدث ذاته، أن المغرب دشن عهدا جديدا بالسيطرة على الكرة الإفريقية بلعب وتحكيم نظيفين سينهي به هيمنة الأشقاء في مصر وتونس، واصفا هذا العهد بالحدث التاريخي الفريد من نوعه.
اللعب النظيف
خرج رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لفجع عقب حصول نادي الوداد الرياضي البيضاوي على الكأس النظيف بتصريح قصف به مجموعة من الدول دون ذكر اسمها بالقول: “زمن الاحتكار والفساد الكروي في إفريقيا الذين هيمنت عليه بعض البلدان وتمكنت بواسطته من الحصول على مجموعة من الألقاب قد انتهى”.
تصريح لقجع واضح وموجه بشكل مباشر لبعض الأندية المصرية التي ظلت تحصد ألقاب قارية بطرق غير مشروعة وبتآمر مسؤوليها مع عشيرة الحكام المرتشين.
أفسدت لجنة الحكام الإفريقية واشترت ضعاف النفوس وقطعت الطريق على النزهاء.
حين كانت الكاف محمية خاصة
ضغطت بكل الوسائل لتعبيد الطرق لمنتخباتها وجعلت من الكاف محمية خاصة بها ومنعت كل الأصوات المناهضة لها واصطف من حولها بعض التوانسة وأغلب الجزائريين وطغى جبروت عيسى حياتو على إفريقيا ككل في تحالف مكشوف مع سيء الذكر رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر.
يتفق الجميع اليوم على أنه تم تقليص رقعة فساد الكاف وبدأت معالم بصيص إصلاح على الرغم من صعوبته، وظهرت للعيان عملية تأهيل حكام عهد جديد يحتكمون لضمائرهم وأعطوا صورة مشرفة عن التحكيم الافريقي وكان أولهم المرحوم سعيد بلقولة، أيقونة التحكيم العربي والإفريقي.
بصم بلقولة تاريخه كأول حكم عربي وإفريقي يقود مباراة نهائية في كأس العالم، وذلك سنة 1998 بين فرنسا والبرازيل.
وبعد تألقه في ذات المونديال، تلقى دعوة من الاتحاد الياباني لكرة القدم، لقيادة بعض مباريات الدوري المحلي، قبل أن يباغته المرض ويخطفه في سنة 45.
قاد لقجع بمعية فريقه بالكاف انقلابا ضد البلطجة والتحكم في نتائج المباريات.
نظف مداخل ومكاتب الكاف من براثين الفساد وترتيبات خارج الملعب تحقيقا للعدالة، لكن وحدهم من تعودوا على كسب الألقاب بالفساد اعتبروا ذلك فساد.
رؤساء أندية وأتباعهم من معلقين ومحللين (حفيظ دراجي أبوتريكة…) ممن تعودوا على الفساد حين جاء العدل اعتقدوا أنه فساد.
الكرة تُربح بالأقدام لا بشراء الذمم
قال فريق فوزي لقجع أن الألقاب والبطولات تربح بأقدام اللاعبين وليس بشراء ذمم الحكام لتوزيع كعكعة البطولات وتأهيل المنتخبات.
تنتظر فوزي لقجع معارك شرسة داخلية بعد هذا الانقلاب الديمقراطي الخارجي من أجل تنظيف البيت الكروي المغربي من بعض رموز الفساد.
لن يجادلنا لقجع في أن جامعته تضم مفسدين وأن مكتبه المسير ولجانه اتخذت العديد من القرارات في شأن بعض المتورطين.
بناء منظومة كروية إفريقية نزيهة وشفافة وعادلة لا تنسينا أن من بين من يسيرون الشأن الكروي غارقون في الوحل وأن مديرية الحكام بدورها تتطلب التأهيل وأن بعض ضعاف النفوس من حاملي الصفارات معتدون.
معركة فوزي لقجع الإفريقية طريقها شاق ومتعب، لكن معركة الجامعة الملكية المغربية أسهل بكثير.
منع كل المسيرين المشبوهين من تولي مناصب التسيير وقطع الطريق أمامهم حتى لا يلطخوا الجامعة الملكية بتاريخهم الأسود ومؤامراتهم القذرة.
منع كل المزاولين لمهام سياسية أو نيابية الترشح لذات المناصب وإبعاد الكرة عن السياسة التي لطخت سمعة اللعبة.
التسريع بهيكلة جديدة لمديرية التحكيم
التسريع بهيكلة جديدة لمديرية التحكيم على قواعد النزاهة والمصداقية والاستقلالية والدفاع عن شرف المهمة ونصرة كل الحكام المغاربة المشهود لهم بالاستقامة ووقف التآمر ضد بعضهم بمحاولات إبعادهم عن تحكيم مباريات بعض المسؤولين النافدين.
في مقابل ذلك علينا أن ندير ظهرها للمدرب الأجنبي وأن نفتح الباب على الكفاءات الوطنية التي وحدها من ترفع الراية، وحدها من تحقق الانتصار، وحدها من تحترم وتحب الوطن.
معركة لقجع لا تنتهي هنا بل يلزمها الكثير، وهي مسؤولية تاريخية يتحملها وحده دون غيره.
أين نحن من كناش التحملات الذي يؤهل الفرق والأندية الوطنية لكسب رهان الاحتراف؟
هل يقبل عاقل أن نبقى رهيني دعم جماعات ترابية هي الأخرى تنتظر دعما من صندوق القرض الجماعي وتتجه للقروض مم أجل قضايا التنمية المحلية؟ وتنتظر عطفا من مجالس الجهات؟ ما أحوج الساكنة وبكثير لتلك الأموال؟
إن محاربة الفساد بالداخل لا يستقيم في ظل غياب تنزيل مسترسل لنقاط كناش الاحترافية الذي تطالبنا به الفيفا ولا زلنا مكتوفي الأيادي دون أن نجد له سبيلا.
إن كرة القدم لم تعد كالسابق وأن من يريد أن يتحمل مسؤولية التسيير عليه تقديم مشروع استثماراته لا الركوب على تاريخ بعض الأندية للوصول إلى البرلمان أو تحقيق أغراض شخصية ضيقة.
إن الحرب الذي مورست علينا بعد أن نظف لقجع وفريقه الإفريقي جزء من الكاف ومن المسؤولين المفسدين لن تحجب عنا حقيقة أن الكرة المغربية بدورها تحتاج تنظيف وأن بعض المسؤولين عليهم المغادرة في هدوء لأنه كما قال المثل ” من بيته من زجاج لا يضرب الناس بالحجر”.