في “دولة وهران” الشقيقة، يستنسخون كل شيئ من المغرب، يستنسخون ابن بطوطة وطارق ابن زياد، والقفطان المغربي، الكسكس المغربي، وحتى الصناع التقليديون المغاربة، لكن هذه المرة، سرقة ملكية الآخرين من طرف جيراننا، وإبداع العبقرية الجزائرية، لم يكن سرقة طبق كسكس أو تراثا وتاريخا مغربيا، ففضيحتهم أصبحت عالمية.
طالت السرقة هذه المرة، فبركة ملصق ألعاب البحر الأبيض المتوسط، الذي تعتزم الجزائر تنظيمه بوهران ما بين 25 يونيو والخامس من يوليوز، وتمت السرقة المزدوجة بنجاح وبشكل رسمي مع سبق الإصرار والترصد بالسطو على صورة موقع إلكتروني، وأيضا على ملصق مركز رياضي في جزيرة ݣويان الفرنسية، ليكونوا نواة الملصق الرسمي للألعاب مع بعض الإضافات للتمويه.
وتكشف تفاصيل هذه الفضيحة، أن الجهة المكلفة بإنجاز ملصق المنافسة المذكورة والذي خلف إنجازها ردود فعل منددة حتى داخل الجزائر، مما أساء لصورة الجزائر الخدوشة أصلا داخليا وخارجيا، تعمدت السطو كما هي العادة، على كل ما ينجزه الٱخرون ولو كان مجرد صورة.
وقامت الجهة الموكول إليها تصميم الملصق في بادئ الأمر، بسرقة صورة من موقع إلكتروني عربي، واستنسخت صورة فارس على الحصان لوضعها في قلب الملصق، ويكفي رقن جملة “فوائد ركوب الخيل” على أي محرك بحث، لتتضح عملية السرقة، وتفضح بالتالي صورة تربية الخيول صور تربية وثقافة إستحمار الشعب ولكل الدول المشاركة في الألعاب.
أما الجزء الثاني من السرقة فقد شمل ملصقا إشهاريا لمركز رياضي بجزيرة نائية تسمى ݣويان وهي تابعة لفرنسا، ويختص المركز بإعداد الرياضيين من وفود الدول المشاركة في الألعاب الأولمبية المرتقبة سنة 2024 بباريز، وتم بتر جزء كبير من القسم السفلي للملصق الفرنسي وضمه لملصق وهران، لتتكرر مرة أخرى عملية الإستحمار.
ويتواصل مسلسل فضائح القوة الضاربة، بحلقات هزلية أخرى في هذه الألعاب، كان وقعها مستفزا للشعب الجزائري، وتتعلق في الجزء الكبير منها بالملصق الملعون، الذي جاء بأخطاء يندى لها الجبين، وفجرت سخرية نشطاء وشخصيات جزائرية وعددا من عامة الشعب.
وعلق نشطاء في وسائل التواصل الإجتماعي، على الأخطاء الإملائية الواردة في الملصق قبل تعديله، إذ طبع الملصق بالعبارة التالية (ألعاب البحر الأبيـ”ظ” المتوسط)، عوض الأبيض، وهو ما علق عليه بعض الجزائريين بأن “حوالي نصف قرن من التعريب ذهب في مهب الريح”.
وأبدى ٱخرون دهشتهم من عدم إدراج إسم الجزائر في الملصق باعتبارها الدولة المنطمة، وعلقوا على ذلك بقولهم “دولة وهران، حصلت على استقلالها قبل منطقة القبائل […] وهي البلد المنظم للالعاب”.
واحتج بعضهم الٱخر، على عملية إقصاء العنصر النسوي من الملصق، إذ تعمد المنظمون عدم إدراج ولو رياضية واحدة في الصورة المفبركة أصلا، الأمر الذي أجج سخريتهم وعلقوا على الأمر بقولهم “ربما هن جميعا في المنازل يلعقن المثلجات”
ولاحظ بعض الجزائريين، أن ألوان شعار الدورة التي أصبحت مثار جدل، وهو عبارة عن نجمة ثمانية تضم ألوان قوس قزح، وهذه الألوان عادة هي ألوان المثليين الجنسيين والجمعيات المناصرة لهم.
وندد بعض الجزائريين أيضا، بإقصاء ممنهج للغة الأمازيغية، إذ تضمن الملصق الرسمي اللغتين، العربية والفرنسية فقط، ونعت هؤلاء، هذا السلوك بـ”العنصرية ضد الأمازيغ، وهذا يدل على رغبة حقيقية في إنكار هذه اللغة المدرجة في الدستور كلغة وطنية.”
هذا التناسل المتصاعد لفضائح ومهازل القوة الضاربة، يأتي أياما بعد قرار عدد من منتخبات الدول المشاركة في مختلف الرياضات منها المغرب، فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ومصر، الإعلان رسميا عن عدم المشاركة فيها لأسباب مختلفة، منها ما هو أمني وتنظيمي ولوجيستيكي.