بعد فوز ماكرون، ميلونشون يعلن بداية الدور الثالث ويطلب “توليته” رئيسا للوزراء
أفرزت صناديق الاقتراع إيمانوبيل ماكرون رئيسا لفرنسا للمرة الثانية على التوالي، بعدما تحصل على نتيجة تتراوح ما بين 57,6٪ و58.5٪ مقابل منافسته ماربن لوبان من اليمين المتطرف بنسبة 41.5٪ و42.4 ٪. وهو فوز لم يكن مقنعا حسب ٱخر التوقعات، وفي خضم نسبة تاريخية مقاطعة عن التصويت في رئاسيات فرنسا، (28٪ مقابل 31٪ سنة 1969)
وإذا كانت استطلاعات الرأي قد وضعت ماكرون (44 سنة)، الرئيس المنتخب لولاية ثانية، ليصبح أول رئيس فرنسي يخلف نفسه منذ سنة 1962 بعد تبني نظام الاقتراع العام المباشر. إلا أن ضعف نسبة المشاركة وعدد المصوتين على ماكرون لا تخول له بطاقة بيضاء، وأن عليه التريث قليلا ليحتفل بفوز ملغوم.
وفعلا بمجرد إعلان النتائج الأولية بدى أوليفيي فئران وبعده ماكرون أكثر استعدادا للتغيير، “تغييرات في الشكل وفي العمق” حسب تصريح ماكرون مباشرة عقب فوزه، في فرنسا التي بدت منقسمة أكثر من أي وقت مضى إلى قسمين، أو حتى ثلاثة بالنظر إلى نسبة من قاطعوا العملية الانتخابية من أصل 48.7 مليون ناخب كانوا مدعويين للتصويت، (28٪ سنة 2022 مقابل 25.44٪ سنة 2017)
ومن المفارقات في نتائج اقتراع اليوم، أن ماكرون وعد في تصريح عقب انتخابه سنة 2017، بأنه “سيفعل كل ما بوسعه لكي لا يجد الفرنسيون أي سبب للتصويت للمتطرفين” (في إشارة إلى مارين و ميلونشون).
وتعد نتيجة مارين لوبان، أكثر من جيدة 42٪، مقارنة مع سنة 2017 بنسبة 33.9٪، وهو ربما ما سيخول لها اكتساح الانتخابات التشريعية بمعية غريمها جون لوك ميلونشون.
وأفرزت قراءة غير رسمية للنتائج الرسمية الحقيقية للانتخابات الرئاسية الأخيرة، أن نسبة الخارجين عن “النظام”، النظام الانتخابي هم 34.7٪ (28.2٪ مقاطعون و4.97٪ صوتوا بأظرفة فارغة و1.53٪ أصوات لاغية). وهو ما يفهم منه أن أنصار ميلونشون وثلث الناخبين الفرنسيين عموما أصبحوا قوة سياسية حقيقية سيضرب لها ألف حساب في فرنسا.
ولم ينتظر ميلونشون، إعلان النتائج، حتى يبدي موقفه، بل بادر الأسبوع الماضي بدعوة الفرنسيين للدور الثالث، إذ طلب من كل الفرنسيين الغاضبين من النتائج للالتحاق به واعلانه وزيرا أولا من خلال الانتخابات التشريعية ليتسنى لأعضاء ” فرنسا الأبية و”الاتحاد الشعبي” الفوز بأغلبية برلمانية.
والدور الثالث الذي دشنه ميلونشون يمكن أن يتجسد أيضا في الشارع خاصة وأن جمر السترات الصفراء لا زال لم ينطفئ بعد، وسط ارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية العالمية التي تتجرع أوروبا ويلاتها نتيجه الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال ميلونشون للمناصرين وللفرنسيين، عشية إعلان النتائج، “إليكم جميعا، أقول: لا تستقيلوا. على العكس: قوموا بإجراء صريح وواسع. تبدأ الجولة الثالثة الليلة. تجري الانتخابات التشريعية في 12 و19 يونيو. يمكنك هزيمة ماكرون واختيار مسار آخر.”
“في 12 و19 يونيو، عالم آخر ممكن دائما مع الانتخابات التشريعية. يمكنك إظهار ذلك من خلال انتخاب غالبية النواب المتمردين وانتخابي رئيسا للوزراء.”