كل عام و أنت بألف خير سيدتي…!
لا يمل رجال العالم من تكرار تهنئة ملغومة للنساء كلما حل هذا اليوم الموعود.
ترد النساء بضجر أنهن يطمحن لامتلاك سائر أيام السنة، وما على المهنئين سوى الاحتفاظ لأنفسهم بالثامن من مارس أو أي يوم آخر والتخلي عن هيمنتهم المستمرة.
الورود الحمراء الجميلة غالبا ما تؤدي ثمن هذه الحماقة الذكورية المتكررة.
تحشر النباتات المسكينة في باقات تشبه زمرة محكومين بالإعدام يقادون إلى المقصلة.
سرعان ما تضعهن النساء جانبا، فيطالها الجفاف وتتساقط أوراقها في نهاية حزينة وغير لائقة بالورد تماما.
أما النساء فلا يتعبن من القول أن الباقات لا تعنيهن في شيء، فهن يردن معاملة كريمة ومحترمة لإنسانيتهن حيث ما تواجدن؛ في البيت، في أماكن العمل، وفي الفضاء العام المشترك.
ثم إن كان لا بد من تذكار محبة، أو اهتمام، أو ما شاء الرجال، فليكن عطرا أو شوكولاتة.
على الأقل، قد يقاس صدق الوعود بحياة الهدايا، فالورود عمرها جد قصير، يشبه تماما وعود العالم للنساء في كل ثامن مارس.
رغم كل هذا، فليعلم النساء أن الحياة على هذا الكوكب الفوضوي، المليء بالحروب والمآسي، لا تحلو أبدا بدونهن.
في وصف رائع يليق بالمقام والمقال، كتب درويش في وصف النساء الجميلات، وكل النساء جميلات:
الجميلات هنَّ القوياتُ
يأسٌ يضيء ولا يحترق.
في تعليق آخر يليق أيضا بالمقام والمقال كتب رجل ظريف، وكل الرجال ظرفاء:
امرأة تطمح أن تكون متساوية مع الرجال، ينقصها الطموح كثيرا.
في هذه اليوم، لا بأس أن نتذكر أن من يحتفي بهن العالم اليوم، خرجن قويات بالآلاف في الثامن من مارس 1908 في مسيرة ضخمة في مدينة نيويورك مطالبات بساعات عمل أقصر وأجر أفضل والحق في التصويت.
وكان لهن ما أردن وزيادة.
فقط تحولت مسيرة الاحتجاج لعنوان للاحتفال بالنساء عبر العالم يوم ثامن مارس.
آخر الكلام من رجل ظريف لامرأة جميلة:
كل عام و أنت بألف خير سيدتي.