شكراً لك على كل شيء..
شكراً لك على الأشياء التي تعرت بسرعة وعلى الأشياء التي في طور التعري..
شكراً أوكرانيا حبيبتي لأنك مرة أخرى تفضحين أنظمة غربية استكانت لرخائها الباذخ على حساب أزمات ونكسات وحروب دول وشعوب أخرى.
شكرا لك أوكرانيا على هذا الزخم من المعطيات الفاضحة حول انتهازية ووصولية الأنظمة الغربية المسماة ديمقراطية لمجرد أنها تقع شمال الكرة الأرضية..
شكراً لك، وألف شكر، يا أوكرانيا، لأنك كشفت عن الوجه العنصري المقيت لساسة ونشطاء اوروبيين وامريكيين يميزون علانية بين اللاجئ الأبيض ذي العيون الزرقاء والشعر الاشقر وبين باقي اللاجئين من ذوي البشرة السمراء أو ما يشابهها..
شكراً كثيرا أوكرانيا، حين كشفت أنك فعلاً بؤرة لتنظيمات إرهابية مكونة من النازيين الجدد الذين يعتنقون ايديولوجية الرجل الذي دمر أوربا بخوضه لحرب لازالت البشرية تتذكر فظاعاتها إلى اليوم..
شكراً وشكرا أوكرانيا الجميلة، لأنك مرة أخرى تفضحين بؤس الاعلام الغربي الاحادي والذي يكن حقدا لا مثيل له لدولة عظمى ظلت رغم كل الأزمات والمحن متصدية للعنجهية الأمريكية الأوربية … شكرا أوكرانيا لأنك تنقلين عدم الاستقرار والتفتيت والدمار (وهي اوضاع يكرهها أي إنسان يحب لنفسه ما يحب لغيره..) إلى قلب أوربا التي طال نومها في العسل لعقود مستكينة لحالة رخاء آتية من الاستغلال اللامحدود لثروات وخيرات شعوب الجنوب..
طبعاً، لا يسع إلا أن نأسف ونحزن لموت مواطنين ابرياء بسبب هذه الحرب وبسبب كل الحروب، لكن، بما أن ساسة الغرب وإعلامه يعتبر الكيل بمكيالين أو أكثر أمرا عاديا، فإن حزننا سيظل أعلى وأكبر على ما جرى من دمار وحصار طيلة العقود الماضية لشعوب افغانستان وايران والعراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن ومن تقتيل يومي لنساء وشباب واطفال وشيوخ ما تبقى من فلسطين التي يستوطنها كيان صنعه نفس الغرب ويغض الطرف تماما عن جرائمه العنصرية وميزه العرقي..
حبيبتى أوكرانيا.. لا يمكن إلا أن نتمنى أن يكون عدد الضحايا قليلا في هذه الحرب التي فرضها الغرب بغطرسته وتعنته واصراره على محاصرة الدب الروسي وتركيعه.. في انتظار انفراج سياسي سلمي نقول لك شكرا لأنك كشافة عورات من لا زالوا يمارسون علينا وصايتهم الأبوية الاستعمارية على كل المستويات.
