صواريخ الروس في أوكرانيا وصواريخ الأمريكان في العامرية
في العراق وأفغانستان وحتى فلسطين، (مهد الحضارات الإنسانية والديانات)، سمحت دول التحالف الدولي وعلى رأسها أمريكا/ إنجلترا/فرنسا، باستعمال كل أسلحة الدمار الشامل حتى المحظورة دوليا، ولا منبر من منابر الغرب المتطور فضح أو أدان تلك المجازر، ولا سياسيا محترما واحدا تضامن مع ملايين الضحايا وأسرهم التي تعرضت لأبشع صور التقتيل والتعذيب، ذنبهم الوحيد أنهم شعوب مسلمة بميزة “همجية”.
الآن، تتعرض أوكرانيا لغزو روسي همجي، تدينه جل دول العالم، وتتحدث تقارير وسائل الإعلام الغربية وكل من يواليها عن استعمال الروس الغزاة لأسلحة جد متطورة فتاكة ضد المدنيين، نتفهم أن تدافع الإنسانية جمعاء عن حق الشعوب في الحياة.
لكن، أين كانت منابرهم ومحلليهم يوم كانت أمريكا تجرب نجاعة أسلحتها في ضواحي بغداد، وأعالي تورابورا؟ أين كانت هذه الزمرة يوم اختلطت مع الإسمنت والقضبان الحديدية، أشلاء متفحمة لـ 400 مدني عراقي ما بين أطفال ونساء، منذ ما يزيد عن 31 سنة نتيجة قصف جوي لملجأ العامرية في بغداد استعمل خلاله الطريان الأمريكي طائرات فـ 117 محملة بقنابل ذكية.
يدافعون عن أوكرانيا وكأنها هي مهد الحضارات الإنسانية القديمة وأرض لكل الأديان السماوية، ينددون باستعمال روسيا للصواريخ والأسلحة المتطورة في عمليات غزوهم لأوكرانيا. مجسدين صورة كاريكاتيرية تبقى عالقة في الأذهان، وكأن العراق وأفغانستان دولتين حديثتي النشأة، تم إعادة ترسيم حدود هنا عقب الحرب العالمية الثانية، أو الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي.
لكن، وكيفما كان تاريخ أي دولة، فالعدوان عليها سواء بأسلحة تقليدية أو متطورة فتاكة ليس من الإنسانية في شيء.
فصورة العالم توضحت الآن لمن كان ما يزال يظن ويطبل، بأن هذا الغرب، إعلام مستقل مهني، وساسته ديموقراطيون نزهاء، الٱن تجلت الحقيقة، بأنها كيانات دموية عدوانية مع كل شبر تشتم فيه رائحة الإسلام، وإنسانيون مع بعضهم البعض وإن كانوا همجا عدوانيون. فتبا له من إعلام وتبا لهم من ساسة.