رياضة

كأس العرب: “الوقت كالسيف إن لم تقطعه تشتريه قطر”

جمال اشبابي

كان حلم منتخب الجزائر دخول التاريخ من بابه الواسع في البطولة العربية، وفعلا تحقق له ذلك، دون قصد ودون تكتيك مسبق، ليس بأقدام لاعبيه، وإنما بفضل صافرة حكم المباراة، الذي أدخل فريق الثعالب للتاريخ من باب ٱخر، باب، رقم قياسي لأطول وقت إضافي عرفته مباراة لكرة القدم على الإطلاق.

رقم قياسي عالمي، سجله حكم المباراة البولندي سيمون مارتشينياك، بمنحه 19 دقيقة إضافية بعد الوقت القانوني، وهو الذي سبق وأن قرر أنها تسع دقائق لا غير، أمام انبهار واستغراب المتتبعين. لكن، لا عجب إذا كان منتخب قطر، البلد المنظم للبطولة العربية، منهزما، فذلك أمر ٱخر.

هل فهمتم شيئا؟ نحن أيضا.

لقد شاهد العالم أجمع، كيف تلاعب الحكم طيلة أشواط اللقاء، باحترافية كبيرة، وبكاريزما عالية، دون أن يشعر أحد بما كان مدبرا سلفا في الكواليس، ليصب في صالح تأهل قطر، فمن اشترى تنظيم كأس العالم وسخر كل إمكانياته، المشروعة وغير المشروعة، لن يعجز أمام شراء دقائق ممنوحة بسخاء من الحكم.

فهل كان ما صنعه حكم اللقاء ليلة أمس، سوى عينة بسيطة ومقبلات، لما سيكون عليه كأس العالم، هذه الكأس “العظيمة”، عظيمة، في الفبركة وعظيمة في التنظيم، لكن انقلب السحر على الساحر في ٱخر الدقائق، وتقصى قطر.

فحكم المبارة، أدار ٱخر أطوار اللقاء تحت شعار، “الوقت كالسيف إن لم تقطعه تشتريه قطر”، فأضاف ما مجموعه 19 دقيقة كان فيها من الوقت، متسع ربما يكفي للقيام بإحصاء سكان دولة قطر الشقيقة فردا فردا.

فالوقت الإضافي الحقيقي خلال هذه المبارة، حسب المختصين، كان أربع دقائق، وهذا ما قاله محققون، وحكام آخرون قالوا أنها أربع دقائق أو خمس على أبعد تقدير، ونتيجة ذلك، تمكنت قطر من تعديل النتيجة في الدقيقة الإضافية السابعة و 40 ثانية، يعني بعد نهاية الوقت الإضافي الحقيقي للمباراة.

لكن الخصر تمكنوا من إحراز هدف قاتل بفضل حصولهم على ضربة جزاء واضحة لم تتطلب لا تقنية فار ولا أشواط إضافية خيالية.

شاهدنا كيف تواطأ الجميع، الحكام والمخرجون والصحفيون، على تشخيص مسرحية هزلية قطرية، تم إخراجها بطريقة احترافية، وأسند دور البطولة فيها لحكم الوسط، الذي نتمنى صادقين أن يكون تحصل على أتعابه كاملة قبل ضربة الجزاء القاضية.

التواطؤ شمل كل مجريات المقابلة، حتى الإخراج التلفزي، وأمام أعين الملايين، تلاعب يوسف بلايلي وعبث بلاعبي المنتخب القطري، لكن، ولا لقطة أعيد بثها، حتى الحارس مبولحي راوغ لاعبي منتخب قطر، وطبعا، ولا لقطة أعيدت من طرف طاقم إخراج البطولة، قيل إنه ذو مواصفات فلكية. وحتى لقطة هدف التعادل القطري، شاهدنا كيف أعاق اللاعب المعز علي خصمه بلايلي، ولم يحرك الحكم ساكنا، اللهم إيهامنا بلجوءه للفار ليقر بمشروعية الهدف ليس إلا.

أما ما بين الشوطين، فقد خصص لمدح وتحليل أداء المنتخب القطري لا غير، وادعى المعلقون بأنه شوط متكافئ، وكأننا كنا نشاهد مقابلة أخرى غير تلك التي أظهر فيها منتخب الجزائر قتالية وأداء جميلا ومجهودا تقنيا وبدنيا معتبرا.

حتى بعد نهاية المباراة وفوز الثعالب، ركز الإعلام القطري على إظهار ٱثار الحزن على الجمهور القطري بعد الخسارة والإقصاء، في حين تم تجاهل فرحة الجزائريين بتأهلهم للدور النهائي.

بدوره، المعلق رؤوف خليف خانته الجرأة، ولم يطاوعه لسانه ليقول بأن الهدف القطري غير شرعي. أما حفيظ دراجي، نفخ في قطر وقال قبل المباراة، “قطر هي لي رايحة تتأهل”.

أنت تريد، وأنا أريد، ولكن قطر والفيفا تصنع ما تريد. هاردلك، للحكام والمصورين والمعلقين والمحللين والفيفا والمنظمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock