الوباء والحكومة يبعثان رسالة.. : تستاهل أحسن… !
اوميكرون ات.
انه موسم التحور.
أمر التحور لا يعدو أن يكون روتينا عند قبيلة الفيروسات. فهي تتحور متى شاءت حتى تتمكن من إنجاز المطلوب؛ الذي هو اجتياح اجسام البشر وزرع الاذناب داخلها والاقتيات على دمها وهواءها، وأحيانا إنهاء حياتها وتحويلها جثثا هامدة. هكذا فعل دلتا، وقبله الفا وبيطا.
الآن، جاء دور اوميكرون. لتكن مشيئة الفيروس على الأرض، طوبى للكائنات المجهرية. للتحور أسماء وأسماء.
في السياسة مثلا، التحور هو الواقعية. وهي لا تشبه في شيء التيار الأدبي الذي يحمل نفس الإسم، ولا حتى نفس معناها في دول عريقة في الديموقراطية، هي تعني في عرف السياسي المحلي حصرا، أن ما يقوله هو عكس ما يفعله، او ما ينوي فعله. وأن الانتخابات وكلامها واحلامها ووعودها لا تعني أي التزام كيفما كان نوعه، بل هي مجرد ثرثرة، لا غير.
الواقعية تحدد الهدف في البقاء أطول مدة داخل الحكومة وزرع الاذناب والمعارف في دواليب ومفاصل الدولة والاقتتات على ما يوفره المنصب الحكومي من امتيازات يدفع ثمنها المواطن، من سيارات وتعويضات واسفار.
ينصحنا كبار الأطباء بالتلقيح. يقولون في كل مرة أن جرعة، او جرعتان، او حتى ثلاثة، قد تجعل الجسد في اهبة الاستعداد لمقاومة الفيروس، وقد يتمكن الفيروس من خرق الدفاعات لكن دون خسائر كبيرة.
التحور في السياسة سهل الفهم، ان تقول “نعم” لمطالب الناس وانت لا تقود الحكومة أو تمارس الخطابة والفروسية في المعارضة، وأن تقول “لا” عريضة ومفخمة لنفس المطالب وانت في الحكومة. تأتي المصائب تباعا، موجة أولى للفيروس استمتع خلالها المغاربة بترديد أناشيد وطنية حماسية من شرفات العمارات الاقتصادية أو من منازل الأحياء الشعبية المكتظة، ثم موجة ثانية اضطر فيها المغاربة لتحمل قوانين لم يتمكن أحد من شرحها أبدا: الشاطئ وسواحل البحر ممنوعة وتجمعات الانتخابات مباحة، على سبيل المثال، والباقي يعرفه الجميع.
ثم خرجت علينا حكومة اخنوش بقصة الجواز الإجباري بينما التلقيح اختياري، ونسبة الإصابة في أدناها.
سوء ظن البعض ربط “تحور” الجواز من الاختيارية الى إجبارية غريبة بموجة موازية رفعت أسعار كل السلع. عود على بدء: اوميكرون ات.
لا أحد يعرف إن كانت الانتخابات قد اتت بحكومة جديدة وبرامج جديدة، ام ان القضية برمتها مجرد نسخة معدلة من حكومتين سابقتين. الأعراض نفسها منذ عقد من الزمن:حكومات لا ترى، لا تسمع، ولا تتكلم. اوميكرون هو دلتا ودلتا هي بيطا.
الوباء والحكومة يبعثان رسالة موحدة لكل من يسأل عنهما: تستاهل أحسن.