أورربا في حداد : تحت صدمة وفاة 31 مهاجرا سريا في بحر المانش…!
لقي 31 مهاجرا سريا حتفهم الأربعاء بعد انقلاب قاربهم قبالة مدينة كاليه الفرنسية على قناة بحر المانش. ولا زال البحث جاريا للعثور على ناجين محتملين.
وقال إيمانويل ماكرون: “فرنسا لن تترك القناة تتحول إلى مقبرة.”
واستمرت الحصيلة في الارتفاع خلال النهار لتصل إلى 31 شخصا لقوا حتفهم في المساء، بحسب بيان صحفي صادر عن الإليزيه.
وتعد هذه المأساة، هي الأكثر دموية منذ الارتفاع الهائل في عام 2018 لحركة عبور القنال الإنجليزي.
وطبقا لوزير الداخلية جيرالد دارمانا، الذي وصل إلى عين المكان، كان على القارب 33 مهاجرا سريا. كانوا يحاولون الوصول إلى بريطانيا. وقال الوزير إن من بين الضحايا خمس نساء وفتاة على الأقل. في حين، تم انقاذ شخصين، وهما يتلقيان العلاج ووضعهما الصحي “في خطر”، بحسب جيرالد دارمانا.
وأضاف أن “البحث سيستمر في الساعات القادمة وحتى يوم غد لمعرفة ما إذا كان هناك أشخاص آخرون على متن القارب”. وبحسب البحرية الفرنسية بقناة بحر الشمال، تشارك في البحث عن الجثث ثلاث مروحيات وثلاث قوارب.
وقال جيرالد دارمانين إنه تم القبض على أربعة مهربين يشتبه في ارتباطهم المباشر بحادث غرق السفينة. وأضاف الوزير في كاليه، “أريد ان أقول هنا أن المسؤولين بشكل رئيسي عن هذا الوضع المقيت هم المهربون”. كما دعا إلى “استجابة دولية منسقة صارمة للغاية” لهذه المأساة “التي تؤثر علينا جميعا”.
وتأتي هذه المأساة، على خلفية الإغلاق المتزايد في السنوات الأخيرة لميناء كاليه ونفق القنال الذي يستخدمه المهاجرون السرييون الذين يحاولون الوصول إلى إنجلترا حتى الآن.
وفي تداعيات ذلك، سيعقد رئيس الوزراء جان كاستكس اجتماعا مشتركا بين الوزارات حول هذه المسألة في صباح يوم غد الخميس، استنادا إلى وكالة فرانس بريس.
ومن جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى اجتماع أزمة، حيث قال إنه “مصدوم وثائر وحزين”، وقال إنه يريد “بذل المزيد” مع فرنسا لمنع العبور غير القانوني للقناة. وقال لشبكة سكاي نيوز في نهاية هذا الاجتماع في داونينج ستريت: “لقد واجهنا صعوبة في إقناع بعض شركائنا، وخاصة الفرنسيين، للتصرف على مستوى الموقف، لكنني أتفهم الصعوبات التي تواجهها جميع الدول”.
وقال الرئيس إيمانويل ماكرون في بيان صحفي من قصر الإليزي “لقد تأثرنا جميعا بهذه المأساة التي تصيب الجميع بخصوصياتهم وقيمهم”، معربا عن “تعاطفه” و “دعم فرنسا غير المشروط” لأسر الضحايا. واضاف، “إن أوروبا في أعمق جزء منها، الإنسانية، واحترام كرامة كل شخص، هي في حداد”. وطرح تساؤلات حول “شبكات المهربين الذين يستغلون البؤس ويعرضون حياة البشر للخطر ويهلكون العائلات في نهاية المطاف”. وشدد على أن “فرنسا لن تجعل القناة لتصبح مقبرة”.
وأوضح ماكون قائلا، “تعمل فرنسا، بالاشتراك مع بريطانيا، على تفكيك شبكات المهربين” و “منذ بداية العام، وبفضل تعبئة 600 من رجال الشرطة والدرك، تم اعتقال 1552 مهربا في الساحل الشمالي و 44 شبكة للتهريب. وأكد الرئيس تفكيك شبكات مهربين “، مضيفا أنه” تم إنقاذ 7800 مهاجرا”.
وقال إنه “بالرغم من هذا الإجراء، فقد تمت تسجيل 47 ألف محاولة عبور منذ مطلع شهر يناير “. ونتيجة لذلك، دعا رئيس الدولة إلى “التعزيز الفوري لموارد وكالة فرونتكس على الحدود الخارجية” و “اجتماع طارئ للوزراء الأوروبيين” حول هذا الموضوع.