عبد النبي الشراط يكتب: العمل الانتخابي
هو عمل تطوعي بالأساس، لكن الدولة تصرف تعويضات هزيلة وكبيرة (حسب النوعية) للمنتخبين ومنهم من لا يتقاضى درهما واحدا.
لكننا نلاحظ في كل حملة انتخابية الأموال تصرف بسخاء وتوزع يمينا وشمالا، في السر والعلن، ولعل ما (يدوخ الرأس) أن هؤلاء الذين يصرفون الأموال يعدونهم بالإضافة لعطاءاتهم المالية أنهم سيخدمون مصالحهم وسيدافعون عن مناطقهم أليس هذا بهتانا واضحا؟
أما المواطنون الذين يشتكون من إنعدام التنمية في بلداتهم فإنهم في زمن الانتخابات يرفعون شعارا بئيسا جدا، وهو: ( ندبر على راسي) وهذا ما يعني لنا في نهاية المطاف أن المنتخبون والمواطنون كلهم (مساخيط) ولا أحد فيهم يحب الخير لبلدته ووطنه.
وللخروج من هذا السلوك المريب يجب على الدولة أن تفكر في إصدار قانون يجعل من العمل الانتخابي عملا تطوعيا صرفا، بدءا من المنتخبين الجماعيين ووصولا إلى المنتخبين البرلمانيين، فقط تصرف لهم الدولة من ميزانية الشعب تعويضات التنقل للقيام بمهامهم الانتخابية والنيابية والإقامة في فنادق بسيطة جدا، ولا تجعل للمنتخبين الكبار أية حصانة ولا امتيازات. حينئذ نرى، هل سيتقاتلون على الانتخابات كما يتقاتلون الآن.
ترى هل ستفكر الدولة بهذا المنطق؟