فكيك: الجفاء الحكومي…!
من المؤسف أن تشكل مدينة فكيك المغربية الاستثناء في المآسي المتراكمة عليها من الداخل والخارج بدء من الجفاء الحكومي، ومرورا بالاعتداءات المتتالية عليها وعلى أراضيها من طرف حكام الجزائر ووصولا إلى رد فعل الحكومة والأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية وتعاطيها المؤسف مع أزمة العرجة.
فكل الاعتداءات التي تطال وحدتنا الترابية ومقدساتنا الوطنية يقابلها الشعب المغربي برفض وغضب كبيرين، وتتحرك الدواليب الحكومية لإرجاع الأمور إلى نصابها، وتقيم الدولة المغربية الدنيا ولا تقعدها حتى يتم إرجاع الأمور إلى نصابها ولاأدل على ذلك ما حدث في معبر الكركرات إلا ما حدث لمدينة فكيك المجاهدة التي تعرضت مرة أخرى لاقتطاعات من أرضها بموجب اتفاقية ترسيم الحدود الظالمة بين المغرب والجزائر وجفاء الجارة الجزائر وشجعها، وتم طرد الفلاحين المغاربة من ضيعاتهم بدون موجب حق أمام صمت الدولة المغربية، فلم ينتفض إلا أهل فكيك في الداخل والخارج في حراك مبارك واحد في الميدان وآخر في كل منابر الفضاء الأزرق، تحركت معها موجة إعلامية على الصعيدين الوطني والدولي، إلا أحزابنا المغربية التي استمرت في سباتها العميق باستثناء تحرك محمود للفرع المحلي لحزب الاتحاد الاشتراكي لم تستطع مركزيته مواصلة النضال مع أهل فكيك الذين ناضل ويناضل أغلبهم في صفوفه، وبلاغات يتيمة لأحزاب اكتفت بـ “أضعف النضال”، أما المنظمات الحقوقية والنقابات لم يتم تسجيل حضورها المنتظر إلا ببعض فعالياتها الذين انخرطوا في الحراك بصفاتهم الشخصية.
واليوم تعيش فكيك نكبة أخرى من جراء تراجع السلطة الولائية على بعض من التزامها مع المجلس النيابي لقصر أولاد سليمان وعدم تطبيق المبالغ المالية التي حددتها لأصحاب الضيعات المستثمرين، وعدم إنصاف المتضررين الأخرين إضافة إلى الإهانة التي شعر بها البعض في ضيافة السلطة الولائية، ونحن نعرف أنه في مثل هذه الحالات تتحرك الأحزاب السياسية وخاصة المحسوبة على الصف الديمقراطي، والنقابات والمنظمات الحقوقية بأشكال احتجاجية متعددة إلا في حالة فكيك التي ابتلع فيها الكل لسانه.
“بشائر” الانتخابات تلوح في الأفق، وستنزل كل الألوان عندها تخطب ودها والكل سيتغنى بليلاه، وليلاه فكيك نائمةٌ في قصرٍ مرصود، من يدخل حجرتها، من يطلب يدها، من يدنو من سور عرجتها.. من حاول فك نخيلها، مفقود مفقود مفقووووووود يا ولدي..