ذَهَبَ مع الريح…!
في السياسة، كما في الحب، تختلف النهايات عن البدايات.
في رواية، صادرة سنة 1936،للكاتبة والصحفية الأمريكية مارجريت ميتشل، تغرم فتاة بسيطة أثناء الحرب الأهلية بين ولايات الشمال والجنوب الأمريكية، برجل أحبها بعمق .لكنها لم تمنحه سوى الكراهية والانتقام.
فازت الرواية بجائزة بوليتزر سنة 1937. وتحولت الى فيلم سينمائي واسع الانتشار.
في قصة مختلفة وحقيقية، في شهر أبريل 1992، تمت محاكمة نوبير الأموي، الكاتب العام الأشهر للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في واحدة من أشهر المحاكمات السياسية في تاريخ المغرب، فاق عدد المحامين الذين تطوعوا للدفاع عن الأموي الألف أو أكثر.
أما الحكومة، فلم تجد أفضل من محمد زيان للترافع عنها ومساندتها.
دافع محمد زيان عن الحكومة ضد الأموي بكل اقتناع واصطف إلى جانبها حتى تسترد “كرامتها” التي “تطاول” عليها النقابي خلال تصريح لجريدة إسبانية.
محمد زيان سيجلس كذلك إلى جانب الراحل ادريس البصري حين أصبح وزيرا لحقوق الإنسان.
لاحقا، سينتقد زيان الحكومة ومحاكمتها للزعيم نوبير، وسيصرح انه مستعد لرفع الغطاء عن حقائق مخفية في القضية.
محمد زيان سينبش كذلك في سيرة إدريس البصري،بعد موته، بمناسبة استجواب لموقع إعلامي. سينتقد وزير الداخلية الأسبق بشدة، وهو الذي تشارك معه مجالس حكومية عديدة، وقرارات مثيرة، مثل نفي المعارض ابراهام السرفاتي وتجريده من جنسيته المغربية.
بعد سنين أخرى، سيتطوع محمد زيان للدفاع عن الزفزافي ومن معه.
هذه المرة، ضد الحكومة.
سكارليت، بطلة رواية مارجريت ميتشل ستنتقل بين رجال كثيرين، ستعشق البعض، وتتزوج بآخرين دون حب، فقط نكاية في أشخاص بعينهم.
سكارليت امرأة متذبذبة المواقف والمشاعر، زرعت في طريقها كثيرا من الألم و كثيرا من الخيانة.
لحسن الحظ، لم تكن سوى بطلة رواية من وحي الخيال الخصب لصاحبتها.
أسس محمد زيان حزبا سياسيا، ودخل غمار الانتخابات دون الفوز بمقعد واحد داخل البرلمان.
مؤخرا، قضت محكمة الاستئناف بالرباط بإيقاف محمد زيان، المحامي نقيب المحامين سابقا، عن ممارسة مهنة المحاماة لمدة سنة، وذلك “لكون مرافعاته في ملف توفيق بوعشرين كانت خارج السياق”.
أما أعضاء حزبه، فيستعدون بكل جدية لطرده من الحزب بشكل نهائي.
رواية سكارليت تحمل عنوانا جميلا، لا زال صالحا رغم مر الزمن، في سياق الحب كما في السياسة أيضا:
ذهب مع الريح.