حين تقف الأصولية فوق التراث العربي الحافل بالعُنف
وقفت الأصولية فوق الثراث العربي القديم منه والمعاصر الحافل بالعُنف. وأطلقت أدواته إلى أقصى حد ممكن، وهو عنف يستند في نظرها إلى امتلاكها الحقيقة المطلقة، ولديها( للأسف) النصوص الواضحة التي تدعوها للفعل وتحقيق نموذجها وسيطرتها، ولم لا؟؟ وقد تشكلت في مناخ عام جعلت فيه قادة التحول التحرري العربي كفّارا، وصورت فيه كل مسار “الأمة البطيء الصعب والطالع من أغلالها القروسطية، ومستنقعات التعذيب والجلد والرجم، باعتباره هو الكارثة ، وكونت لها نموذجا خياليا من الماضي، هو عصر صدر الإسلام، انتفت منه المشكلات والصراعات والمظالم. وهو نموذج تم تقديسه لقرون طويلة، ومُنع النظر العقلي فيه لدى كل التيارات العربية.
هكذا إذن، تربت هذه الجماعات المتأسلمة على عنف يومي ضد الحداثة والتطور والديموقراطية، وصار نموذجها (النموذج الماضوي) معدا التطبيق الحرفي بالقوة في كل مكان؛ بل وشجّعت الأموال والمناخات المحافظة والارتدادات عن التحديث، فهي إذن وبالنتيجة، تحولت إلى عصابات مسلحة للانقضاض على حاضر ومستقبل الأمة.
وإذن ، كان العنف بتجميع السلاح والإرهاب، خطوات عادية في سيرورة أي جماعة أصولية .
إن الأصولية بالختام، نظام شامل للعنف. عنف ضد الحداثة، عنف ضد المرأة وتحررها، عنف ضد الفن، عنف ضد الشعوب وتقدمها، عنف مدمّر مجاني، عنف طائفي تعصبي، عنف لعرقلة المسار التّحديثي، والإنتقال إلى المجتمع الرأسمالي (الليبرالي ) بكل مستوياته.