الوطن باقٍ والاستغلال إلى زوال
هو هكذا الشّعار الذي يجب أن يُعتمد احتفاء بنوار السنة العمالية: فاتح ماي؟ ليس فقط (وبالكاد) الشعار الذي ينبغي أن تتحلق حوله كل القوى الحية للمجتمع المغربي، بل وأيضا، لأن للشغيلة العاملة المغربية دورا خاصا تلعبه في تحقيق الشعار إياه.
فأي مهمة أقدس من بقاء الوطن موحدا؟؟ على شغيلة المغرب. فهم المنتجون ، وهم نسيج الوطن، حتى لا نقول، أنهم الأكثر تضرّرا من أي تمزّق يصيب هذا النسيج؟.
ولأننا نرى دور الشغيلة المغربية من منظار بلورة رؤيتها الخاصة للقضية الوطنية الأولى. يبدو لنا أن الاحتفال بالأول من ماي (مثلا) عبر إطلاق البحث في هذا الدور المركزي، هو أيضا من صميم مهام الشغيلة المغربية الآن.
إن أخطر ما تتعرض قضية وحدة المغرب، على صعيد وعي الأزمة، هو ذلك الفصل التّعسفي بين ” الاقتصادي” و”السياسي” وبالتّأكيد. لأن عملية الفصل هاته، ركن أساسي من أركان الأيديولوجيا السائدة ومن أركان النظام الاقتصادي- السياسي السائد نفسه.
وإذن، كيف تساهم الشغيلة العاملة في بناء مقومات الوطن الواحد؟ الجواب في اعتقادنا هو:
بأن تُقحم الهم الاقتصادي في الهم السياسي. أن تصل بينهما حيث الآخرون يقطعون أو يبترون. وللهم الاقتصادي معنى محدد: القاعدة الاقتصادية لوجود الوطن وبناء وحدته.