تدوينات وتدوينات مضادة: شركة “أخبار اليوم” تنقل حربها حول المال إلى مواقع التواصل الاجتماعي
لا زالت حرب التدوينات هي لغة الصراع داخر أسرة شركة ميديا 21 الناشرة لأخبار اليوم، منذ أن تمت إقالة يونس مسكين “تعسفيا” من إدارة الشركة، بعد أن تجاوز بها مرحلة الخطر بعد تحملته إدارة الشركة إثر اعتقال مؤسسها توفيق بوعشرين على خلفية قضية حق عام.
وعلى ما يبدو، على مستوى الظاهر، أن المال شكل نار هاته الحرب، ومنه المال المتوصل به من الدولة في إطار الدعم….
إلى ذلك، رد يونس مسكين على جداره على تدوينة منسوبة لتوفيق بوعشرين أوردتها زوحته على جدارها بفيسبوك.
تدوينة يونس مسكين:
“ردا على تدوينة منسوبة إلى زميلي توفيق بوعشرين..
اطلعت على التدوينة المنشورة عبر حساب السيدة أسماء الموساوي على أساس أنه توضيح منسوب إلى زوجها، زميلنا السجين توفيق بوعشرين فرج الله كربته؛ وبعد تفكير واستشارة مع ذوي الاختصاص القانوني، أدلي بالتالي:
التدوينة بكل اختصار محاولة للمناورة وممارسة التضليل والعزف على وتر الضحية لاستثارة الرأي العام، في موضوع لا مجال فيه لتنميق الكلام والعبارات الرنانة والمفتقدة للمضمون في الوقت نفسه.
وفي تعقيب بسيط على ما ورد في مستهل التدوينة المنسوبة إلى زميلي توفيق بوعشرين، أقول لجمهور وقراء جريدة “أخبار اليوم”، إن ما حملني شخصيا على الصبر والتكتم طيلة عامين ونصف من تحملي مسؤولية إدارة نشر الجريدة، هو أخذي بعين الاعتبار استمرار أطوار محاكمة زميلنا، وحرصي على عدم تفجير الوضع في وقت لم يكن مناسبا، وجعل بقاء جريدة “أخبار اليوم” وانتظام صدورها والسهر على استمرار خطها التحريري، أولوية تسمو فوق كل الخلافات والمشاكل التدبيرية.
لقد دبّجت ردا مطوّلا على كل نقطة من نقط التدوينة، وكلها معززة بالأسماء والأرقام والمعطيات الموثقة، وبعد استشارتي لدفاعي ومراجعتي لتلك الردود، خلصت إلى أنني مطوّق في كثير مما أحوزه من معطيات بواجب احترام السر المهني، إلى جانب كوني ما زلت أتحمل مسؤولية إدارة نشر جريدة “أخبار اليوم”، وتسيير شركة “اليوم24″، مع ما يعنيه ذلك من واجبات مهنية ومعطيات مشمولة بالسرية، خاصة منها الوثائق المالية والبنكية والمراسلات الشخصية والمهنية.
لهذا أقول: سوف لن أنجرّ إلى لعبة المصارعة الحرة على أنقاض مؤسسة شاركنا جميعا في بنائها على أساس من الموضوعية والمهنية والتوازن والبعد عن الإثارة. وأؤكد أنني أملك كل الحجج والدلائل على ما تفوّهت به في وقت سابق، ولدي الكثير مما سأرويه حتما وبكل التفصيل الذي يفرضه علي واجب الشهادة أمام التاريخ، لكن في وقت لا أكون فيه مقيّدا بواجب السر المهني، ولا يوظف فيه ما أقول للإجهاز على تجربة إعلامية كل ما دفعني للاستمرار فيها منذ ما لا يقل عن السنتين، هو إحساسي بأنها ملك مشترك للمغاربة، من حقهم علي أن أستمر في حمايته إلى آخر رمق. وأسوأ ما يمكن أن أنخرط فيه، هو تحويل تجربة مثل “أخبار اليوم” إلى فرجة عابرة تلتهمها الشبكات الاجتماعية.
لأقارب توفيق بوعشرين، أقول من جديد وبكل الهدوء الذي يتطلبه واجب الترفع والتجرد من الدوافع الذاتية والشخصية: الحقيقة الكاملة والموثقة ستصل إلى المغاربة مهما حاولتم التدليس والتضليل والاختباء خلف “قميص توفيق”. وإذا كنتم تستعجلون الأمر ولا يثير فيكم شبح انهيار المؤسسة على أيديكم أي وخز للضمير، فما لدي من معطيات ووثائق ؛ سأكشفه في مكانه الطبيعي، أي أمام القضاء، بإذن أو طلب منه.
دون لف ولا دوران، أقول للرأي العام ولأقارب وأصدقاء توفيق بوعشرين وقراء “أخبار اليوم”، إن قرار إعفائي من مهمة تسيير شركة “ميديا21” جاء بسبب عدم استجابتي لبعض المطالب التي اعتبرت أنها لا تحترم القانون ولا تخدم مصالح المؤسسة التي استأمنت عليها، ما اضطرني لاتخاذ قرارات صارمة، وربما صادمة للمالكين، حماية مني للمؤسسة والعاملين فيها بل وحتى لمالكيها للمفارقة، وهو ما دفع البعض إلى محاربتي بدوافع انتقامية وأسلوب تدميري.
في الختام، أهمس بكل رفق في أذن من يهمهم الأمر، لماذا طلبتم مني الاستقالة أول مرة منتصف ماي، بعدما رفضت حرمان صحافيي ومستخدمي المؤسسة من أجرة شهر أبريل، وتحويل جزء من دعمنا السنوي العمومي لحساب مالكة الشركة عن طريق الكمبيالات إياها؟ ولماذا تكرّر طلبكم هذا عندما رفضت صرف الكمبيالات غير المشروعة والراتب غير القانوني وإبرام العقد غير المبرر منتصف شتنبر؟
دعونا من “التبوحيط” واقبلوا مني هذا التحدي البسيط: لنتبادل الإذن بكشف مراسلاتنا ووثائقنا حول هاتين النقطتين، وعفا الله عما بقي.
ما رأيكم؟ كلها مسألة تسجيل او اثنين لرسائل صوتية وردت في محادثة ومقتطف من محادثات مكتوبة؟ ماذا قلتم؟
والسلام .”
تدوينة منسوبة لبوعشرين نقلتها زوجته أسماء الموساوي
وكان المعتقل توفيق بوعشرين، إثر اتصال مع زوجته، أسماء الموساوي، قدم عددا مما وصفها “توضيحات” بخصوص المعطيات التي كان يونس مسكين قد قدمها إثر إبعاده من تسيير الشركة الناشرة للجريدة.
النص الكامل لتدوينة أسماء الموساوي عن بوعشرين:
“بلغ إلى علمي تدوينة منسوبة إلى الزميل يونس مسكين في حقي وعائلتي ودفاعي ممثلا في الأستاذ المحترم عبد المولى المروري. وهنا ومن وراء القضبان، ومن عمق محنة ما كنت أظن أن أقرب الناس إلي سيستغلها لإلقاء المزيد من الملح على الجراح، أود توضيح ما يلي:
1/ الكمبيالات التي وصفها الزميل يونس مسكين بكونها ” ما أنزل الله بها من سلطان ” هي اعتراف بدين قدمته أختي من مالها الخاص لأداء أجور العاملين في المؤسسة، وحسابات الشركة والشيكات الخاصة لأختي دليل على ما أقول، ومن المؤسف أن نخترع وقائع غير موجودة ومعارك وهمية، وشهر أسلحة غير أخلاقية في وجه من لا يقدر على مواجهتها والوقوف في وجهها.
2/ لم يسبق للأستاذ عبد المولى المروري أن طلب مني انتدابه كمحام عن شركة ميديا 21 التي تصدر جريدة أخبار اليوم، بل أنا من اقترحه لهذه المهمة لتسهيل التواصل مع عائلتي ومع مسيري الشركة، خاصة بعد أزمة كورونا وانقطاع زيارة عائلتي لي، كما أنه لم يسبق للأستاذ المروري أن طلب من مقابلا لهذه المهمة أو حتى لأتعابه عن الترافع عن قضيتي، بل أنا من أقترح عليه ذلك دون تحفظ أو تعليق منه.
3/ إن تغيير مالكي الشركة للمسير هو من حقوق الملكية إذا اختلفت الرؤى والتقديرات في شؤون المقاولة، فالذي يملك سلطة التعيين، يملك سلطة الإعفاء. والأمر لا يتعلق لا بقدح في الذمم ولا بمعارك وهمية لكسر العظام.
4/ يؤسفني أن أعلن عن استنكاري استعمال أسرار الشركة في ملاسنات علنية على الفيس بوك لأي سبب كان، فهذا يضر بالمقاولة وسمعتها، ولا يليق ممن أأتمن على إدارتها ماليا وإداريا وتحريريا أن يقدم على ذلك مهما كانت الأسباب.
5/ أدعو الزميل يونس مسكين إلى التحلي بالحكمة والرصانة المعهودتين فيه، وأن يدبر خلافاته مع مالكي المؤسسة ودفاعي بالتي هي أحسن ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) ( ولا تنسوا الفضل بينكم ).
6/ كنت دائما متحفظا وسأبقى كذلك في عدم الرد على كل الإساءات التي تصلني من قبل زملاء في المهنة وفي المؤسسة، وكنت وما زلت أترفع عن الخوض فيها حتى لا ننشغل عن القضية الأهم وهي استهداف حرية الصحافة وخنق الكلمة الحرة وإشاعة الخوف في نفوس كل صاحب رأي أو قضية أو موقف.”