التعليم عن بعد أقل فاعلية (أولياء التلاميذ بالمنطقة العربية)
أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أن أكثر من نصف أولياء أمور التلاميذ في المنطقة العربية يعتبرون أن التعليم عن بعد في ظل جائحة “كورونا”، سواء باستخدام المنصات الإلكترونية أو تطبيقات الهواتف الذكية، أقل فاعلية من نهج التدريس الحضوري.
وقال المكتب الإقليمي للمنظمة ببيروت، في استطلاع نشرت مضامينه وسائل إعلام محلية، اليوم الإثنين، إن أكثر من 80 بالمئة من الآباء يرون أن التعليم عن بعد “لا يوفر التعلم اللازم لأبنائهم، باعتبار أن هذا النظام التعليمي يواجه عدة تحديات أبرزها صعوبة الولوج إلى جودة عالية للأنترنت في المنازل بسبب عدم توفر البنية التحتية وعدم كفايتها لأغراض التعلم عن بعد”.
وتابع أن الاستطلاع، الذي استهدف أولياء أمور التلاميذ في عدد من الدول العربية في اطار خطة استجابة المنظمة الدولية لتداعيات جائحة “كورونا” على النظم التعليمية في المنطقة، توخى استكشاف احتياجات وتحديات وأولويات أولياء الأمور والتلاميذ خلال الجائحة، وتحديد اكثر الدروس والعبر المستفادة من هذه التجربة، بما يساعد في التوجه نحو التخطيط المستقبلي للتعليم بالمنطقة وتصميم البرامج المناسبة.
وسجل المصدر ذاته، أن البيانات التي وفرها الاستطلاع، تعكس رؤية مهمة لأولياء الأمور والطلبة للتعليم عن بعد وتقييمهم لهذه التجربة، فيما أظهرت الحاجة لإيصال مخاوفهم ومشاركة خبراتهم خلال هذه الظروف الاستثنائية والتغيير الذي تشهده المنطقة والعالم بشكل عام.
ودعا الاستطلاع إلى ضمان وتسهيل وصول الأسر لخدمات الانترنت لغايات التعليم عن بعد في هذه الظروف، في وقت أكد فيه آخرون أهمية ضمان الحكومات للوصول المجاني للمناهج التعليمية المنزلية، وتوفير أدوات ومواد تعليمية تكميلية للطلبة خلال عملية التعليم عن بعد، خاصة للأسر الفقيرة.
وحول الاجراءات الواجب اتخاذها من قبل الحكومات في ظل هذه الجائحة، أكد الاستطلاع على ضرورة تبسيط الامتحانات الرسمية أو الغاء بعضها والتركيز على المفاهيم الاساسية وتقليل متطلبات الانتقال للصف التالي وتوفير إرشادات عملية لأولياء الامور والطلاب لدعم وتسهيل عملية التعليم عن بعد، بما في ذلك الأسر الفقيرة بالمناطق النائية واللاجئين والنازحين.
وشدد على تطوير مصادر تعليمية للتعلم الذاتي للأطفال الذين لم يتمكنوا من الوصول لمنصات التعلم عن بعد، وتعزيز شمولية واستجابة النظم التعليمية والتركيز على الأسر في المناطق النائية والقروية .
وأكدت المنظمة التزامها بدعم جهود الحكومات لتطوير التعليم عن بعد، مبينة انها تركز على دعم الدول لإعادة فتح المدارس، وتوفير عوامل الأمن والسلامة والصحة ونوعية وشمولية التعليم ورفاه الإنسان.
وسجلت أن مرحلة ما بعد الجائحة، تتطلب اتباع سياسات شاملة لإصلاح التعليم في المنطقة العربية، وتطوير استراتيجيات طويلة الأمد لتعزيز قدرة نظم التعليم فيها، بما في ذلك تقييم الاحتياجات لبعض الدول وقدرتها على تطبيق التعليم الإلكتروني.