بوزنيقة: حي الرياض خارج عن قانون الحجر الصحي
يوم أمس، تسكعت قليلا في الفضاء الأزرق فصادفت تدوينة لمناضلة في الاشتراكي الموحد كتبت فبها: “اليوم خرجت لحي الرياض اكتشفت بلي بوحدي لي كنت دايرة الحجر الصحي اما سكان بوزنيقة كلهم خارجين.”
من أجل الوقوف على صدق معاينة الناشطة السياسية من عدمه خرجت من منزلي لأقتني قدرا من الخضراوات والفاكهة الطرية. باعتبار سكني يقع في أعلى الشارع الرئيسي الممتد من حي وادي المخازن إلى أحياء بيكمار مرورا بحي الرياض.
سرت الهويني على قدمي بجانب الشارع المذكور واضعا الكمامة على أنفي وفمي وما أن أشرفت على حي الرياض حتى بدأت تتراءى لي على جانبي الجادة نقط بيع الخضر والفواكه التي لاحظت أنها متباعدة عن بعضها بمسافة لا تفسد للحجر الصحي قضية، غير أنها كلها تستوطن الرصيف ما عدا نقطة بيع أو نقطتين استقرتا بمرآب.
ولكن عندما تجاوزت الحواجز المانعة للعربات والسيارات والدراجات بأنواعها من الولوج إلى القلب النابض لحي الرياض، أبصرت سوق رب العالمين. ورغم أن سكان بوزنيقة اعتادوا على التبضع من هذا السوق العشوائي في الأيام العادية غير أن المرء خلال هذه الأيام الاستثنائية لا بد له من أن يلاحظ أن السوق إياه عرف امتدادا ملموسا وكثافة شاخصة. وهكذا يبدأ زمن ذروة هذا السوق منذ العاشرة وينتهي عند الساعة الثانية زوال.
مما لا شك فيه، أن السلطات المحلية لم تستطع توزيع باعة الخضر والفواكه الجائلين على نقط متباعدة تحسبا لانتشار فيروس كوفيد-19 ولم تفلح في إقناعهم بالانتقال إلى الأحياء والمرور عبر أزقتها لعرض سلعهم على السكان تفاديا للتجمعات. وإلا بماذا نفسر تحول محيط مسجد حي الرياض إلى سوق يعج بالحركة وتقل فيه المسافة بين البائع والشاري وبين الشارع والشاري؟ كل الفئات العمرية حاضرة هنا؛ أطفال وشباب وكهول وعجزة من كلا الجنسين.
إلى تراخي السلطات عن تدبير جيد للحجر الصحي زمن الجائحة في مدينة بوزنيقة تضاف عوامل كثيرة ساهمت في هذه الفوضى يضاف عدم كفاية التدابير الاجتماعية التي اتخذتها السلطات لمساعدة الفقراء على البقاء في بيوتهم، ناهيك عن عدم توصل الكثير منهم بالمساعدات.