المغرب قادر على إنجاح إعادة تموقعه في عالم ما بعد كورونا
أبرز سفير المغرب بموريتانيا، حميد شبار، أن المغرب يتوفر على كافة المؤهلات من أجل إنجاح إعادة تموقعه في عالم ما بعد الأزمة الناجمة عن فيروس كورونا.
وكتب شبار في عمود حول “كوفيد-19: دروس أزمة وفرص للبلدان الصاعدة”، نشرته أسبوعية (القلم) الموريتانية، أنه “بالنسبة لبلدان الجنوب، وخاصة التي تسمى بالبلدان الصاعدة، وبرأي العديد من المراقبين، فإن المغرب يتوفر على كافة المؤهلات للاستفادة من هذه المرحلة الانتقالية، التي يعتبرها البعض حتمية”.
وأكد، في هذا الاتجاه، أن المبادرة الأخيرة التي اتخذها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تجاه بعض البلدان الإفريقية الشقيقة، والمتعلقة بتقاسم الممارسات المثلى في مجال تدبير هذه الجائحة، لا تعكس فقط جودة الرد المغربي على هذه الأزمة الصحية والذي أشاد به الجميع، “وإنما تعكس بالخصوص قدرة البلاد على الاضطلاع بدور ريادي وعلى إنجاح إعادة تموقعها في عالم ما بعد الأزمة”.
واعتبر الدبلوماسي، أن المغرب يبدو بالتالي، مؤهلا لإعادة التموقع خلال المرحلة الانتقالية المقبلة، لاسيما وأن نموذجا تنمويا جديدا تجري بلورته بقيادة جلالة الملك.
وأضاف أن “المناسبة مواتية لإدماج الدروس المستخلصة من الأزمة في ذلك النموذج”، معتبرا أن تنفيذ هذا النموذج التنموي الجديد قد يتطلب، دون شك، إعادة النظر في بعض الأولويات.
ويرى شبار، أن الاستثمارات العمومية والخاصة ستستفيد، بالنظر أيضا، إلى فحوى خارطة الطريق التي حددها جلالة الملك للنموذج التنموي الجديد، وإلى آثار هذه الأزمة غير المسبوقة، من أن تتركز وتتوجه نحو القطاعات النشيطة، وهي الفلاحة والصناعة الغذائية والصحة والتربية والبحث العلمي والطاقات المتجددة، وتعبئة الموارد من الماء، والثقافة والقطاع الرقمي، والسياحة والترفيه، دون إغفال القطاعات الاجتماعية.
وأضاف أنه يتضح من خلال هذه الاعتبارات أن النداء، الذي أطلقه جلالة الملك لمراجعة النموذج التنموي، بغرض إدماج الحاجيات المتزايدة للمواطنين والتقليص من الفوارق الاجتماعية والمجالية، هو أكثر راهنية من ذي قبل.
وأشار إلى أن جلالة الملك استبق بالفعل، بهذا النداء، الأزمة غير المسبوقة التي تهز العالم حاليا، والتي يتعين أن تسائل عواقبها، أكثر من أي وقت مضى، بلدان الجنوب، التي تواصل التخبط في المشاكل البنيوية للتخلف وتجد صعوبة في التخلص منها.
وأكد شبار، أن المملكة، التي تطورت، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، بسرعة أكثر بعشر مرات في ظرف زمني يقل بعشر مرات، خلال العقدين الماضيين، تزخر بامتيازات من شأنها ضمان هذا الانتقال.
وأشار الدبلوماسي إلى أنه من بين هذه الامتيازات، اقتصاد متنوع واستقرار سياسي تقوده وتضمنه ملكية ديمقراطية حداثية.
كما أكد أن كافة هذه المؤهلات تدعمها رؤية ملكية منفتحة على بقية العالم، وبالخصوص على القارة الافريقية، وذلك في إطار تضامن فاعل وتعاون جنوب – جنوب يرتكز على مقاربة رابح- رابح.