عزيز الدروش: كل رمضان، وأنتم في جحيم الحكرة والرداءة مع قنوات القطب العمومي
عند حلول شهر رمضان، من كل سنة يكثر الحديث، واللغط على التلفزة المغربية (القطب العمومي) وبرامجها التي لم تتغير مند سنين لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون، ولا من يحاسب الرئيس المدير العام للقطب العمومي رغم الفساد والاستبداد والظلم و الحكرة الموجودة في هذا القطاع الحيوي والذي يدخل بيوت المغاربة دون إستئذان. وتقارير جطو خير دليل على هذا الفساد .
وهنا نريد أن نتحدث عن مرحلة معينة ومفصلية في تاريخ المغرب الحديث أي مند 1998إلى 20208 أي منذ حكومة التناوب السياسي التوافقي الذي جاء بحكومة عبد الرحمان اليوسفي، وحراك 20 فبراير 2011 الذي جاء بحكومة عبد الاله بنكيران و حيث تعاقب خلال هذه الفترة الزمنية أكتر من سبعة وزراء على رأس وزارة الاتصال من مختلف الأحزاب السياسية (يمين ويسار ومحافظين) وخمس رؤساء حكومات، فكان القاسم المشترك بينهم في هذا القطاع، هو تكرار البرامج وخصوصا في شهر رمضان رداءة المنتوج الذي يتميز بتحقير واستبلاد المواطن المغربي، وتشويه سمعة المغرب في العالم وهدر المال العام والزبونية والمحسوبية، وتمييع ذوق المشاهد المغربي، وضرب الهوية المغربية، وهذه الأشياء توضح بالملموس أن مشكلة المغرب أكبر من كل الحكومات التي تعاقبت على حكم المغرب وأن المشكل هو سياسي بامتياز، وحتى في زمن فيروس كورونا لم يجد المواطن المغربي في قنواته الوطنية التي تمول من أموال الشعب إلا الرداءة والتفاهة والتكرار دون حسيب ولا رقيب .
ومن هنا يمكننا أن نحمل لحكومة العدالة والتنمية مع بنكيران والحالية مع العثماني و حلفائهم المسؤولية في فشلها لتنزيل دستور 2011 رغم علته لأنها جاءت في سياق مختلف عن الحكومات الأخرى هذه الحكومة ليست لها القدرة ولا الشجاعة السياسية والأخلاقية والفكرية على تنزيل الدستور، والدفع لبناء دولة المؤسسات وتقاسم السلط، وتحقيق حلم الشباب المغربي في دولة الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية لأن هؤلاء السياسيين يريدون بقاء الوضع على ما هو عليه لأنهم هم المستفيدون بالدرجة الأولى ولا يهمهم لا استقرار الوطن ولا تطوره؛ بل يهمهم تكديس الثروات لهم بالتالي يعملون على بقاء المشهد الإعلامي المغربي، بهذا الشكل لأن هؤلاء يرغبون ويطمحون في تدني المستوى الثقافي والمعرفي لدى المغاربة لكي يضمنوا بقائهم في مناصبهم وكراسيهم بجانب الحكام، وهذا النهج يهدد استقرار الوطن ويؤجج الاحتقان الذي يدفع إلى الانفجار في أية لحظة لأنه “وصل السيل الزبى”.
ومرة أخرى تخذل حكومة العدالة والتنمية الشعب المغربي في زمن فيروس كورونا وتعبر عن فشلها في كسب الرهان وكل رمضان، وأنتم في جحيم الحكرة والرداءة مع قنوات القطب العمومي إلى حين.
عزيز الدروش فاعل السياسي وجمعوي .