“المستقبل بصيغة المؤنث” احتفالية القنصلية المغربية بفرانكفورت في اليوم العالمي للمرأة
تحت شعار المستقبل بصيغة المؤنث، نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمقرها في فرانكفورت بشراكة مع مجلس مغربيات العالم، اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف يومه الأحد 08 مارس 2020.
الأمسية عرفت حضورا نسائيا مغربيا، يمثل مختلف المجالات سواء أكانت علمية، سياسية، اقتصادية، ثقافية، اجتماعية، قانونية، مجال التعليم، بالإضافة إلى النسيج الجمعوي.
في كلمتها الافتتاحية بهذه المناسبة، أشادت السيدة بثينة الكردودي الكلالي، القنصل العام للمملكة المغربية بفرانكفورت بمسار المرأة المغربية في ألمانيا والتي أبانت عن تميزها ونجاحها وتعدد قدراتها، رغم العقبات التي واجهتها والتي تشكل بعض التقاليد المتحجرة جزءا منها. كما جردت السيدة الكردودي الكلالي نبذة عن مسار المرأة المغربية عبر التاريخ، وذكرت أسماء نسوية مغربية شكلت نقطة ضوء في التاريخ السياسي و النضالي و الحقوقي في المغرب، وكانت شريكا في النضال وكتابة تاريخ المغرب، كم أشارت السيدة القنصل إلى ما وصلت إليه المرأة المغربية من مكانة سواء داخل المجتمع المغربي أو في المجتمعات الأخرى، بالإضافة إلى ما حققته من حقوق ومكتسبات في ظل السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي عين سنة 2001 لجنة استشارية، عهد إليها اصلاح قانون الأحوال الشخصية وحدد إطارها المرجعي في خطابه السامي في الجلسة الافتتاحية للبرلمان في 10 أكتوبر 2003، حيث أشار جلالته إلى أنه” كيف يمكن الرقي بالمجتمع و النساء اللواتي يشكلن نصفه تهدر حقوقهن، و يتعرضن للحيف والعنف والتهميش في غير مراعاة لما خول لهن ديننا الحنيف، من تكريم و إنصاف؟”، و تبعا للتوجيهات السامية تضيف السيدة القنصل، تم إصدار” مدونة الأسرة” في يناير 2004 و ذلك بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين و إرساء التوازن الأسري. حيث شكل ” قانون الأسرة” الجديد منعطفا حقيقيا في تاريخ التشريع المغربي وقفزة نوعية في تاريخ التشريع المغربي. أما في المجال الدبلوماسي، فالمغرب في طليعة البلدان العربية والإسلامية فيما يخص إدماج المرأة في العمل الدبلوماسي، ولا أدل على ذلك هو تعيين ثلاث سيدات لأول مرة بألمانيا في منصف سفيرة صاحب الجلالة ببرلين، ومنصب قنصل عام في كل من دوسلدروف وفرانكفورت التي تشرف عليها السيدة القنصل الكردودي الكلالي.
المستقبل بصيغة المؤنث
الأمسية التي نظمت تحت شعار: “المستقبل بصيغة المؤنث” عرفت حضورا قويا ونوعيا لمغربيات يمثلن مختلف المجالات، قدمت بعضهن شهادات عن مسارهن في ألمانيا وذلك في محاولة لتقاسم التجارب والاستفادة منها وتحفيز الشابات والشباب المغاربة على الاجتهاد والتميز والاستفادة من تواجدهم في بلد يعد من البلدان الرائدة والمتقدمة. حيث ركزت السيدة سعاد الرايس القرطبي مديرة مطعم” طاجينغي” المولودة بطنجة والمقيمة منذ سنة 1973 في ألمانيا، على قيمة الإيمان بالقوة الداخلية وضرورة الانفتاح على الآخر مع المحافظة على الهوية المغربية من أجل تحقيق النجاح وتمثيل المرأة المغربية. من جهتها قدمت الدكتورة عائشة بنعياد المولودة في ألمانيا، تجربتها وكفاحها ودور والديها من أجل أن يتحقق حلمها لتصبح كبيرة الأطباء في أحد المستشفيات الألمانية ـ تخصص طب القلب والأوعية الدموية ـ. أما الضابط الممتاز بسلك الشرطة الألمانية حسناء نادي المولودة في ألمانيا أيضا، فقد سلطت الضوء على تجربة نوعية في مسار المرأة المغربية في هذا البلد. و في إطار التكريم الرمزي، تم تكريم ثلاث وجوه نسائية مغربية نجحن في إثبات الذات مع الحفاظ على هويتهن المغربية وأيضا تسخير مجهوداتهن لخدمة الجالية و الثقافة المغربية، حيث قدمت السيدة القنصل العام درع التكريم للسيدة سعاد الرايس القرطبي مديرة ” مطعم طاجينغي” الذي يعتبر مشروعا مغربيا في قلب مدينة درامشتاط، كما يعتبر من الأماكن التي تحتفي بالثقافة و المثقفين سواء المغاربة أو الألمان، كما قدمت الدرع الثاني للدكتورة عائشة بنعياد، كبيرة الأطباء في احد المستشفيات الألمانية و التي تستثمر أيضا موقتا و مجهودا في خدمة الهوية المغربية، سواء من خلال مشاركتها في بعض القوافل الطبية في المغرب، أو من خلال الخدمات التي تقدمها للجالية المغربية و حضورها المشرف في المجتمع الألماني، في حين سلمت السيدة القنصل العام الدرع الثالث للسيدة سميرة العرياني التي تنتمي إلى الطاقم القنصلي المغربي في فرانكفورت منذ 30 سنة. وفي إطار ثقافة الترحيب وعربون التعاون قدمت رئيسة مجلس مغربيات العالم السيدة ناديا يقين، هدية رمزية باسم مجلس مغربيات العالم للسيدة القنصل العام بثينة الكردودي الكلالي، خصوصا أن ألمانيا تعرف لأول مرة حضورا دبلوماسيا مؤنثا. كما تم تكريم مؤسسة البنك الشعبي في شخص مديرها بفرانكفورت السيد محمد الغوداني، اعترافا بالمجهودات التي تبدلها هذه المؤسسة البنكية في دعم الجالية و الثقافة المغربية في ألمانيا و حضورها الدائم في العديد من المجالات، سواء أكانت ثقافية، فنية، رياضية أو اجتماعية، و من جهتها أكدت رئيسة مجلس مغربيات العالم السيدة ناديا يقين على أن تكريم البنك الشعبي في هذا اليوم الخاص بالاحتفال باليوم العالمي للمرأة هو اعتراف و شكر لكل الدعم الذي تقدمه هذه المؤسسة البنكية للمرأة المغربية في ألمانيا، و قد تسلمت التكريم السيدة منى بن الخطاب نيابة عن السيد محمد الغوداني مدير البنك الشعبي.
ليس خطئي
الأمسية كانت أيضا مناسبة لتقديم الفيلم القصير “ليس خطئي” سيناريو ناديا يقين وإخراج عصام الشهبوني والذي فاز مؤخرا بالجائزة الوطنية للفيلم الاجتماعي بمهرجان السينما بواد زم إقليم خريبكة،
وذلك في إطار تقاسم التجارب والتعرف على قضايا أخرى. حيث دعت السيدة يقين بالمناسبة إلى ضرورة تكثيف الجهود والعمل جنبا إلى جنب في ألمانيا، وخلق ورشات عمل مشتركة تشتغل على قضايا الجالية، بما فيها المرأة الطفل والشباب وخلق فرقة مسرحية محلية، خصوصا بعد نجاح عرضها المسرحي عن المرأة وعلاقتها بالرجل في المهجر والذي كتبت مشاهده وقدمته فرقة النسيم للمسرح. كما دعت ناديا يقين إلى المساهمة في النموذج التنموي ونقل الخبرات الألمانية المغربية والمساهمة في تعزيز قدرات النساء القرويات في المغرب، في حين أكد السيد حسن أجاوو مدير فرقة النسيم للمسرح على أهمية و قيمة العمل المسرحي في تحريك الضمير الإنساني و معالجة القضايا الاجتماعية التي تعيشها الجالية المغربية في ألمانيا.
وبحضور القنصل العام المغربي السيدة بثينة الكردودي الكلالي، افتتح المصور الفوتوغرافي رشيد البكار معرض الصور الفوتوغرافية “لكل وجه حكاية” وهو معرض بالأبيض والأسود يبرز المصور من خلاله محكيات 23 مغربية يمثلن مغربيات ينتمين للأجيال الثلاثة في ألمانيا.
وحسب تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أكد السيد رشيد البكار على أن مشروع “لكل وجه حكاية” الذي تم بدعم من مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج والبنك الشعبي ويقام لأول مرة في ألمانيا بمقر القنصلية العامة بفرانكفورت، يدخل في إطار توثيق الذاكرة النسوية المغربية المهاجرة، في حين أن اعتماده على الأبيض والأسود أتى لإبراز الأماكن والتجارب داخل كل شخصية.
كما دعا المصور الفوتوغرافي إلى ضرورة الاهتمام بالذاكرة المهجرية وتوثيقها خصوصا الخاصة بالجيل الأول من رجال ونساء. الأمسية كانت أيضا مناسبة للتعرف على تجربة إبداعية نسوية في مجال الفن التشكيلي، حيث عرضت الفنانة التشكيلية وسام القرطبي المزدادة بألمانيا معرضها عن طنجة العالية التي تعتبرها ملهمتها الحقيقية، كما قدم الكوميدي نافع العافي مقاطع كوميدية من الثقافة الشعبية المغربية التي تتناول مواضيع المرأة، في محاولة للتحفيز على محاربة كل ما يمكن أن يقلل من وضع المرأة وأيضا الدعوة إلى فتح حوار صريح وحقيقي ومناقشة قضايا المرأة في الهجرة.