شهود الزور في ذكرى “أخبار اليوم”
احتفلت جريدة توفيق بوعشرين إعلاميا بذكراها الحادية عشر آخر الأسبوع هذا وجاءت بالأشهاد من كل أصناف القول، فكانت الافتتاحية والملف. عنهم بنحكي.
هم يوسف النبيء والشاعر المتنبي معا. أحسن ما عندك من مراجع سمو الأخلاق الربانية يسطون عليها والكعب العالي في الشعر والبلاغة والغزل والمدح المتملق لسيف الدولة حتى… هم أعني، متصوفة الصحافة ودهاقنة الفكر الإعلامي الإخواني في المغرب… عنونوا مدخلهم للحفل الذكرى مقالة بالإحدى عشر كوكبا… حلم يوسف سرده على أبيه يعقوب… لا تقصص رؤياك على إخوتك… لكن هم يحكون لنا تجربة العيد الذي عاد بأية عيد… بعد أن قاموا من قبل وفي صدر الأسبوع كذلك بالسرد المفصل للوضع المادي المتوتر جدا في الجريدة والبكاء المستمر على يوسفهم المفترى عليه زير النساء في السجن…
كما كان لابد بالتذكير يوم الجمعة 28 فبراير بظلم المكتب الشريف الفوسفاط الحاجب لنصيبهم من الإشهار والمحتجز حسب ادعائهم لمستحقاتهم من الحلوى. ولهذا سارعوا إلى التذكير بالتقرير المنجز بسويسرا حول خطر الأسمدة الملوثة بآسفي والجرف الأصفر… وحقوق الإنسان وبطاقة الابتزاز من الريف والزفزافي.. وزد على ذلك من محاور المشانق البالية التي اعتادوا نصبها للدولة بغية تركيعها كي تستجيب لأهوائهم.. “لكن فات الفوت ” .
هذه الذكرى 11 للجريدة التي جاؤوا فيها بكل السحرة لشهادة الزور… كل الوجوه “المسنطلة ” لإقناعنا بألا مجال لتفادي “أخبار اليوم” الفاصل والمفصل… هم قالوها كلهم جميعا شهود الزور. فمثلا، هذا الذي علمهم السحر صرح بأنها “تملك خطا تحريريا يعبر عن طموحاتنا نحن”… وهو تصريح كذب جاء به الوزير على القميص… بلا حشمة وبدون حياء… ثم قال بأنه يعتبرها الصحيفة الوحيدة على الساحة، وهذا من حقه إلا أن يتكلم بضمير الجمع فلا… لأنه، وللحقيقة، فإنها غير ذلك، بدليل أنها ليست إلا استمرارا للمشروع الخطير الذي بدأ قديما في المغرب وتقتسمه الآن مع مجموعة من التعابير الإخونجية لتقويض أركان الدولة…
هي ليست الوحيدة في الساحة كما قالوا افتراء، ولا ينبغي عزلها عن المنظومة ككل. والزعم بغير هذا، خطاب تدليس لن يمر علينا هكذا؛ وفوق كل هذا هو، خطاب تضليل أشرف على نهايته لمن يعرف مجراه…
ثم قال الآخر بأنها تدفع ثمن استقلاليتها… استقلاليتها عن الحكم إن حصل بالفعل، لكن الطمس واجب للتبعية إلإخوانية والمحور القطري/التركي/السويسري/ البريطاني… فعلى من تضحكون…؟
ثم شهد واحد من أهل مهابيل بنكيران “أنها حيثما وجدت يكون الحدث حاضرا”.
أما عراب الإخوان في العدل والإحسان، فشدد على صمودها رغم كل المحن… محن القومة وبناء دولة الخلافة عبر خطابة الانتقال الديمقراطي وحقوق الإنسان “وخلطة جلطة” وكل المسكنات “التقوليب والقوالب” الحداثية… وقال بنكيران، كما قال العديد من قبله، بأنه يواظب على قراءتها.. المسكين رغم شعت الدخل وضيق الحال وأنها أكثر جريدة مستقلة… وأحمد الزفزافي قال أنها الجريدة الوحيدة التي يطلبها ابنه ناصر “رضي الله عنه وأرضاه” كما كان يحب الابن أن يقول عن عبد الكريم… وكان من الضروري وجوده هاهنا لتصحيح الربط فيما بين وقائع الحسيمة وفتنة الإخوان والشيعة في شمال المغرب من اتصال .
أعجبني في هذه الجوقة مشهد بعض الكراسي الفارغة؛ غيابات بعض وجوه اليسار من “الطبالة والغياطة” لفكر الإخوان المطبعين مع “المايسترو بشارة” والمفسرين لوطنية بنكيران وضنك عيشه بعدما شددت عليه “الدولة العميقة” الخناق في موقعة “انتهى الكلام”. هذا رغم كونهم اكتفوا بالمفكر المنظر البائد من معالم الماركسية الوزير المبجل في حكومة التناوب وعضو مجلس إدارة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بدوحة قطر.. مما يعني أنه، وإن غابت تلك الوجوه بعدما انفضح أمرها في شأن ورطة الإخوان، وعادت تمني نفسها بإعادة بناء اليسار، فهناك الوزن والعيار الثقيل ممن يشهد قال: بأن أخبار اليوم مقاولة كشفت عن قدرات خاصة… وهي تشكل في تقديري قطيعة مع نوع من الصحافة الذي ساد في سنوات السبعينات إلى نهاية… التسعينات… وسبحان الله…! لأن صاحبنا ينبغي عليه أن يؤلف في الموضوع لتدقيق نوع هذه القطيعة كيف وقعت؟ وكيف هذه الصحيفة نشرت…؟ وما حال الكواكب التسع الأخرى ما بين مطلع القرن إلى الانفصال عن جريدة “المساء” وتأسيس “أخبار اليوم” في مسرحية تبادل الأدوار لمسح آثار لعب الإخونج…؟
شهادات ليست بدون مقابل
فهذه أسماء أخرى وازنة ومفيدة في السذاجة حشرت أنفها في موضوع أكبر منها، فقط من أجل ضمان منبر لتمرير خطابها لدوائر القرار وأصحاب الحال على حساب التهديد للاستقرار الذي يشكله هذا النوع من الإعلام والأيديولوجية التي يمررها لجلب أصوات المريدين والقوم التبع للمشروع الرهيب الذي اغتال تونس وليبيا وسبب خراب باقي دول المشرق من سوريا والعراق واليمن…