كرونيك

يريد بنموسى أن يُكَافِئَهُمْ  بسبق في التوظيف…!

لا يكاد المغاربة ينتهون من نقاش حتى يطل عليهم نقاش جديد، مثل أرنبة أنف كلب تتسلل عبر باب نصف مفتوح.

هل يجوز فرض الجواز أم لا يجوز؟ لغط و لغو كثير، قبل أن يتراجع المد الهائج و يصبح الأمر مجرد مزحة.

لا أحد يريد أن يرى جوازك بعد أن كلفت نفسك عناء تحمل وخزة إبرة ثالثة لتتمكن من طبع الوثيقة.

الآن، سر في الأرض كما تريد، لن يستوقفك قوم غلاظ شداد يحملون دائما لاسلكيا أسودا تصدر منه أصوات غريبة، مطالبينك بجوازك.

هي حمى واختفت، بعد أن حصدت ما تيسر من كلام فقهاء الدستور، ونشطاء اليسار والآخرون.

هي أمور تمر علينا مثل ريح الخريف، تسقط الأوراق وتعبث بالأغصان، ثم تذهب إلى حال سبيلها.

ما الجديد؟

أن تكون ما دون ثلاثين سنة.

لماذا؟

لتشارك رفقة الآلاف في مباراة لولوج مركز للتكوين في إحدى مهن التربية.

هكذا قرر من قرر.

في الأثناء، خرج الصمدي صاحب فضل اختراع التعاقد المشؤوم، ليعاتب الحكومة على نكثها وعد إدماج المتعاقدين في أسلاك الوظيفة.

قد يكون من المفيد أيضا أن نعرج على باب النفاق والشقاق، وما كتبه مكيافيلي وما لم يكتبه عن أخلاق السياسيين.

قد يكون من الأفيد أن نهنئ الصمدي، وهو في المعارضة مع حزبه أو ما تبقى منه، على صلابة وجهه ورباطة تدخلاته للدفاع عن ضحايا ما قام به هو و إخوانه.

برافو كبيرة سي الصمدي.

في المرة القادمة، حدثنا عن هزالة التقاعد بعد إصلاح رئيس حزبك بنكيران وغلاء البنزين، فليس لنا غيرك معارضا فذا مقداما.

من هم دون الثلاثين، أمضوا، على الأقل، ثلث عمرهم، أي منذ أن رشدوا وهم لا يرون ولا يسمعون سوى بنكيران وبعده العثماني.

ربما لهذا السبب، يريد بنموسى أن يُكَافِئَهُمْ  بسبق في التوظيف دون غيرهم ممن عاشوا أو سمعوا بحكومات أخرى شغلت المعطلين ورفعت أجور الموظفين.

الفكرة مبتكرة وترقى إلى مصاف نماذج التنمية الناجحة.

سبق لعزيز اخنوش المرشح في الانتخابات، وعد المبتدئين في التعليم بزيادة في الأجر.

عزيز اخنوش رئيس الحكومة فعل ما هو أفضل: نفض عن المهنة التعليمية شبهة الشيخوخة، ولو حتى لمن لازال في أربعينيات العمر، واكتفى هو وزميله المهندس شكيب، بمن لم يتجاوز بعد العقد الثالث.

من نقاش الجواز إلى نقاش سن المرشحين لمباراة لن تحل قطعا لا مشكل جودة التعليم ولا ندرة فرص الشغل وانتشار البطالة، ومن مكيافيلي إلى تشومسكي، الأمور هي هي: توظيف المكر والازدواجية والخداع في الكفاءة السياسية أو في السلوك وإلهاء الشعب بقضايا جانبية، عابرة وذات حلول بديهية.

لا شك أن المحرومين من ذات المباراة سينشؤون تنسيقية جديدة، سيرا على عادة السلف والأقدمين.

بعد طلب السماح من ماكيافيلي وتشومسكي لجرهما قسرا إلى سفسطة لا خير فيها، أقترح، بكل جد، إنشاء تنسيقية المغاربة الذين لا يتحملون نقاشات القشور .

باب الانخراط مفتوح لكل من تجاوز الثلاثين، عدا من يتقاضى معاشا يساوي سبعة ملايين سنتيم ومن معه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock