كرونيك

ولأنَّهم اتّخذوا الكَذِبَ ديناً فإنّهم يتّهمون الصادقين بالإلحاد

في السياسة، كما في الحب، كل الأسلحة مشروعة.

لا أعرف مدى صحة هذه المقولة، وأجد نفسي في حيرة من أمري، أنا المسكون برغبة معرفة جوهر الأشياء وخباياها.

ما يحول بيني وبين الفهم أحيانا كثيرة، هو رأس ضائعة أبدا بين النجوم، هائمة في عالم مثالي، خال من نوايا الشر والخديعة والمكر.

على الأقل، في الحب لا تجوز الخديعة، فالقلب ينبض صافيا والروح لا تهوى إلا الإحساس الصادق والكلمة المفعمة بالصراحة.

أما في السياسة، فقد يتحول سباق انتخابات يهدف من خلال ما يسمى الحملة لكسب تعاطف ظرفي ينتهي بكسب أصوات مربحة، إلى عالم من القرف والكذب والبهتان والافتراء.

الحملة حملت صورا لا مكان لها في سباق حضاري نزيه، صور تجعل من السياسة مرتعا لسلوكات منحرفة ومقززة.

رأيت كل الصور المنحطة الممكنة.

رأيت الحجر يتطاير صوب المرشحين، وأغبياء يهللون لعنف لا معنى له،يجعل من بعض المجتمع غابة لا قانون فيها.

رأيت السب والقذف والكلام الساقط والبلطجة تغزو حملة الاقناع والإقتناع هته.

ثم رأيت ملصقا مفبركا يعرض نبيلة منيب وعائلتها المزعومة كمرشحين للانتخابات الحالية.

تطاير الملصق على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة فائقة، يعرضه الحمقى و المتهورون كأنه حيوان سرك ،و حال لسانهم يقول: ها هي نبيلتكم متلبسة بخرق قواعد الديمقراطية الحزبية.

من أقوال الراحل شكري بلعيد:

“ولأنَّهم اتّخذوا الكَذِبَ ديناً فإنّهم يتّهمون الصادقين بالإلحاد.”

من حقائق الانتخابات الحالية، لوائح ترشيح تشبه فسحة عائلية، حيث يحمل الجميع اسما واحدا، او تربطهم مصاهرة معروفة.

هذه حقيقة مرة.

أما الْأَمَرٌ فهو أن يقوم أحدهم بصنع ملصق وهمي يتهم فيه مرشحة يسارية بذات الفعل المنافي للديموقراطية الداخلية لأي تنظيم سياسي، وينسبه عن عمد، ودون خجل، لحزب لم يسمح أبدا بمثل هكذا هراء.

حين ظننت أن نبيلة منيب جانبت الصواب في مسائل عدة، كتبت ما بدا لي هو الصواب. رغم اختلاف الرأي مع السيدة المرشحة وأمينة الحزب، من الواجب أن أكتب اليوم أيضا أن حملة الكذب ضد المرأة وحزبها فعل شنيع يراد منه تقزيمها وحشرها ظلما وعدوانا في خانة لا تنتمي إليها.

كل شيء مشروع في السياسة، إلا الافتراء التلفيق. فهما عنوان ضعف ونذالة ينضافان للمحسوبية ولاستعمال المال الحرام وللوعود الباهتة.

بالواضح:

كونو تحشمو شويا…

السلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock