وزير تونسي يكشف: اليابان رفضت كيان البوليساريو، والرواية التونسية ليست كل الحقيقة
قال وزير الخارجية التونسي السابق، أحمد ونيس، إن اليابان لم يكن راغبا في حضور وفد البوليساريو في قمة تيكاد التي احتضنتها تونس نهاية الأسبوع الماضي، معتبرا، من جهة أخرى، أن “الرواية التونسية حقيقة، لكنها ليست كل الحقيقة.” بخصوص الدعوة إلى زعيم الجبهة الانفصالية.
وصف وزير الخارجية التونسي السابق، أحمد ونيس، التوتر الذي تمر به العلاقات التونسية المغربية الآن ب “الصعب”، مستبعدا في ذات الآن بوصفها ب “الأزمة” إذ لا زال هناك وقت للتدارك.
اعتبر الدبلوماسي والسياسي التونسي السابق، أحمد ونيس أن العلاقات التونسية المغربية تمر ب “صعوبة قابلة للاستدراك والتصويب ولم تصل بعد إلى درجة أزمة.”
وقال ونيس الذي شغل منصب وزير للخارجية في الحكومة التونسية ما بعد 2011، خلال حوار له مع إحدى القنوات التونسية الخاصة: “إن “العلاقات قائمة بيننا وليست هناك قطيعة ونحن إخوة، ومن الجانبين، يجب أن نعترف أن العلاقات بين الشعوب علاقات عريقة وقوية لا تنقطع أبدا، بحيث ثمة صعوبة سياسية، ثمة تعثر ديبلوماسي تونسي، وهو قابل للاستدراك مهما كانت المصاعب، لأن المنطق المغربي والمنطق التونسي يختلفان.”، على اعتبرا أن “سُلَّم الأهمية التي تقيمه المملكة المغربية لقضية الصحراء، وسُلَّم الأهمية التي تقيمها تونس لهذه القضية مختلفتان.”
وأوضح ونيس: “إن المملكة المغربية تعتبر أن قضية الصحراء قضية مصيرية وأن لها علاقة تاريخية وشرعية مع الصحراء، ويوم 20 غشت دعا محمد السادس خلال خطابه بمناسبة الذكرة 69 لثورة الملك والشعب جميع الأطراف إلى توضيح مواقفها بخصوص قضية مغربية الصحراء وألا تبقى رهينة الضبابية، لأن جميع تحركات المملكة المغربية تحكم عليها من خلال قضية الصحراء، هذه هي روح الخطاب الأخير للملك محمد السادس.”
تعثر في السياسة التونسية
واستطرد ونيس: “فالتعثر الذي ظهر في السياسة التونسية بخصوص موضوع الصحراء، يدل على أننا لم نعطيها أهميتها التي كان المغرب يتوقعها من جانب تونس، هذه هي الصعوبة الشديدة.”
واستدرك الدبلوماسي التونسي: “لكن وراء هذا، لما نُدرك أركان القضية (الصحراء)، سنفهم كيف أن اليابان لم يكن راغبا في حضور الوفد الصحراوي (الانفصالي)، وأنه بعث بمذكرة دبلوماسية يوم 19 غشت إلى الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا (حوالي 10ى أيام قبل مؤتمر تيكاد)، ووجه نسخة من هذه المذكرة المكتوبة إلى السفارة التونسية في أديس أبابا. بمعنى ان تونس تعكس الدولة الرئيسية في مبادرة هذه القمة الأفريقية اليابانية وتفرض وجود وفد صحراوي.
الصحافية التونسية تحاول الدفاع عن الموقف الرسمي التونسي بسؤال تبرير: ليست تونس من استدعت، قبل أن تستدرك بخروج ظاهر عن الاستقلالية والموضوعية والتعبير عن موقف متضمنا في السؤال: لكن ردة فعل المغرب كانت أعنف…!!! (هكذا).
وبهدوء كبير، رد الديبلوماسي التونسي: “الرواية التونسية حقيقة، لكنها ليست كل الحقيقة.”
وأوضح: “صحيح إن الاتحاد الأفريقي وجّه دعوة إلى الكيان الصحراوي، لكن اليابان رد على هذه الدعوة التي صدرت من الاتحاد الأفريقي إلى جميع المدعوين… بمذكرة مكتوبة يوم 19 غشت 2022، يقول فيها إن الدعوة التي وجهت إلى الكيان ليست دعوة تمكنه من الحضور في قمة تونس، وهذا هو موقف الحكومة اليابانية الرسمي المكتوب والذي تم تعميمه 10 أيام قبل انعقاد قمة تيكاد.”
وتساءل بكثير من الاستغراب: “لماذا تلتزم بدعوة تم نكرانها من طرف المبادرة الرئيسية اليابانية التي تعكس أن المدعوين يستجيبون لدعوة موقعة من طرف تونس واليابان؟”
وفي رده عن سؤال أحد الصحافيين الذي استند في سؤاله على الطرح التونسي الرسمي الذي يبرر الحضور السابق للبوليساريو خلال الدورات السابقة، أوضح احمد ونيس:
“أولا، وقعت تطورات منذ الثلاث سنوات الماضية، منذ قمة كينيا وقمة طوكيو، تطورات في الصحراء المغربية، والدول الأفريقية أخذت مواقف من الكيان الصحراوي، معناها، اليوم لما تسجل كم من دولة أفريقية فتحت قنصليات لها في المناطق الجنوبية المغربية تدرك أن أفريقيا تطورات فيما يخص المقابلة مع قضية الصحراء المغربية.”
ثم، ثانيا، يتساءل الدبلوماسي التونسي السابق، “هل يعود إلى تونس أنها تحكم، أي أنها تعود حكما بين اليابان والاتحاد الأفريقي؟”
يضيف موضحا: “سجلت تونس على أن الاتحاد الأفريقي أصرّ على دعوة الكيان الصحراوي، كما سجلت أن الحكومة اليابانية عَدِلت عن وجود هذا الكيان في القمة، وهذين الموقفين سجلتهما تونس، فلماذا أرادت تونس لعب دور الحكم بين الإثنين؟ خاصة وأن تونس ليست أفريقية فقط، إنما هي كذلك عضو فقي الاتحاد المغاربي الكبير ولها علاقات ولها مصير مشترك مع دول المغرب الكبير.”
كيان بدون أرض
واستطرد: “إن كانت تونس تفضل الحل في وجود الكيان الصحراوي، هذا حقها، وإن كانت تونس تحتاط من وجود هذا الكيان في أراضيها تحسبا للعواقب التي تتصورها، وهي وقعت، فذاك حقها لكن عليها تحمل العواقب.”
كما اعتبر، في رد عن سؤال آخر، أن القمة التي تمت في تونس ليست قمة سياسية، وإنما هي متعلقة بالتنمية في الدول الأفريقية، وهو مبرر آخر لأن يتساءل مستغربا: فيم ستفيد البوليساريو في نقاش قمة موضوعها اقتصادي تنموي بينما هي كيان بدون أرض.
ــــــــــــــــــــ
أحمد ونيّس، ولد بتونس العاصمة في 25 يناير 1936، دبلوماسي وسياسي تونسي. عمل سفيرا في كل من موسكو ونيودلهي. ثم اقترب من المعارضة في عهد زين العابدين بن علي حيث كان يحضر أنشطتها ويحاضر على منابرها. بعد الثورة وخروج بن علي من السلطة، عين كاتب دولة للشؤون الخارجية في الحكومة التي شكلها محمد الغنوشي في يناير 2011 ثم وزيرا للشؤون الخارجية في الحكومة الثانية التي شكلها محمد الغنوشي في 27 يناير 2011 عوض كمال مرجان. أجبر على الاستقالة في 13 في فبراير 2011.