رياضة

“وزير السعادة الجزائري” مطالب “بالرقية الكروية” للخضر ومخاوف من تكرار سيناريو 1992

جمال اشبابي

هل بمقدور الثعالب أن يعيدوا الكرة وينقضوا على كأس إفريقيا للمرة الثانية، أم أنهم سيستسلمون لـ”سحر” الكرة الإفريقية، سحر لا ينفع معه لا راقي ولا انتقادات المنابر الإعلامية ولا الديبلوماسية الجزائرية. فالمنتخب الجزائري هو بطل إفريقيا وبطل العرب، فهل بإمكان رفاق محرز بقيادة جمال بلماضي (وزير السعادة)، أن يحافظوا على اللقبين؟

لا شك أن ما حدث ويحدث لمنتخب الجزائر، جعله في وضع لا يحسد عليه، وهو يتذيل أسفل الترتيب بنقطة تحصل عليها بمشقة في أول مباراة له أمام السيراليون، وتكبده لهزيمة صعبة أمام “سحرة” غينيا الاستوائية. فعوص إجابة الناخب الجزائري عن سؤال الحفاظ على اللقب، صارت مجريات البطولة في منحى ٱخر، فأمر تأهل الخضر أصبح مهددا، وهو مشروط بانتصاره في مباراته اليوم أمام الكوت ديفوار.

هذا النزال يعتبره المتتبعون مباراة الكان، لكن الجزائريين، في الداخل كما في الخارج، يعتبرونه مباراة تاريخية، فيما يشبه “مصير أمة”.

فعنصر المفاجأة لم يعد موجودا، والتوتر يزداد بأضعاف بسبب مطالب الجمهور الجزائري. وبات من الواضح أن محبي الخضر لا يقبلون بأي نتيجة غير الفوز والتأهل ثم معانقة حلم النجمة الثالثة، وبالتالي الاحتفاظ باللقب، وأي نتيجة أخرى غير الفوز اليوم على الكودت ديفوار ستعتبر هزيمة نكراء وأداء ضعيفا. لكن، الجزائريين الاكثر تشاؤما، يتذكرون جيدا أنها ليست المرة الأولى التي يدخل فيها منتخبهم المرحلة النهائية بصفته حامل اللقب، ثم تخرج بعد ذلك من الباب الواسع. فالجزاىر حاملة اللقب في كأس إفريقيا للأمم سنة 1990 والتي هيمنت عليها بقوة في قلب الجزائر العاصمة، لكن، بعدها بعامين، تقع الكارثة، كارثة زيغينشور، التي ستبقى ذكرى سيئة لفترة طويلة في المشاركات الجزائرية بعد إقصاء الخضر مبكرا.

واليوم في واقعة دوالا، وفي حالة الإقصاء، سيبقى كأس الكاميرون أيضا، ذكرى أليمة بالنسبة لكل الجزائريين. ومن غريب الصدف، أن تكون أجواء إقصاء رفاق رابح ماجر سابقا، مشابهة تقريبا لنفس أجواء ما قبل مباراة رفاق محرز ضد الكوديفوار اليوم. وبالفعل ستخرج الجزائر سنة 1992 من المنافسة قبل الأوان في الدور الأول، بعد معاناتهم من “ظروف”، لأنهم لم يكونوا مستعدين الطقس في السنغال وقتها، وقال رابح ماجر يومها إنه “كان من المستحيل عليهم التأهل”.

وفي الجزائر، شاهد الجمهور أن فريقهم غارق تماما جسديا وتكتيكيا، وانحنى الخضر أمام كوت ديفوار بـ 3-0 وتعادلوا 1-1 مع الكونغو، بفضل هدف الشرف من توقيع ناصر بويش، وهكذا ودع حامل اللقب المنافسة بشكل مثير للشفقة.

وعلى منوال ماجر، قال رياض محرز أنه لم يقوى خلال مواجهة غينيا الاستوائية على تحريك قدميه، وأشياء غريبة حصلت للخضر ضد هذا الفريق، إلى درجة أنها تطلبت الاستعانة براقي شرعي جزائري معتمد، زيادة على أرضية الملعب التي تصلح لأن تكون أرضية فلاحية، لكن هي ظروف عاشها أيضا كل منافسيهم، حتى توقيت المباراة والجو الحار صار عائقا بالنسبة لجمال بلماضي، “وزير السعادة”، الذي يعرف جيدا الأجواء الإفريقية مهما كانت المبررات المقدمة. فأجواء الكاميرون ليست هي أجواء البطولة العربية بقطر ولا أجواء الكأس الإفريقية الأخيرة بمصر، بفارق بسيط أن النسخة المصرية لسنة 2019 دخل الخضر في منافساتها بقميص الفريق الخارج مبكرا من الدور الاول في كأس الݣابون سنة 2017.

فهل يحقق منتخب الجزائر “المعجزة” بتأهله وإحرازه للقب الثاني على التوالي، وهل ستستمر سلسلة النجاحات الأخيرة في كأس العرب والتفوق الواضح، أم أن منطق السحر الكروي الإفريقي سيفرض نفسه، ذلك أنه منذ انطلاق منافسات هذه الكأس، فقط ثلاث فرق تمكنت من إحراز اللقب مرتين على التوالي، منتخبات غانا (1963/1965)، الكاميرون (2000/2002)، ومصر (2006/2008/2010).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock