هي فوضى وارتجالية…
يصاب ركاب طائرة بتسمم غذائي مفاجئ. تعم فوضى عارمة مقصورة الركاب، بينما قائد الطائرة مشغول بتفاهات لا تليق أبدا بخطورة الموقف.
هل هناك ربان داخل الطائرة؟ عنوان فيلم أمريكي قديم، وتلك أحداث مقتطفة من سيناريو ذلك العمل الكوميدي الناجح الذي حقق مداخيل معتبرة خلال عرضه سنة 1980. نجح الممثل الراحل ليسلي نيلسون في محاكاة مضحكة لربان ابله وعديم الكفاءة، تحت إدارة المخرج دافيد زوكير.
قد يجد بعضكم الحديث في السينما ترفا فكريا في ظل ما وقع و ما يقع الأن.
لم يعد هناك من ملاذ لإقناع الحكومة ورئيسها بعشوائية قراراتها سوى الفن.
فشل الخطاب المباشر والواضح في تبليغ ما يريده معظم المواطنين.
اقترح عدد غير قليل قبل العيد ان تفكر الحكومة جديا في إلغاء العيد لاعتبارات عدة.
تتخبط جل عائلات الطبقة الوسطى و ما دونها في مشاكل مادية نتيجة تراكم فاتورات فترة الحجر الصحي.يفرض تطبيق التباعد إجراءات ألهبت اثمنة المواصلات.
ثم هناك تفاوت في معدل الإصابات بين الجهات والأقاليم، يجعل تنقل المواطنين عبارة عن مساعدة مجانية وخطيرة للفيروس لكي يصل لأماكن ظلت في مأمن منه خلال الأشهر الأولى.
قد يعترض أخرون على قرار الإلغاء بحجة عدم الإضرار بالكسابة والفلاحين بشكل أوسع. وهو اعتراض سليم بالنظر لضرورة المحافظة على مصالح الفلاحين وقطاع الفلاحة. غير أن حلولا أخرى كانت ممكنة، من قبيل الدعم المالي المباشر أو دعم العلف لفائدة مربي الأغنام.
ما تقاسمه الناس البارحة على مواقع التواصل، بعد القرار الذي اتخذه كل من وزيرا الداخلية والصحة، يبعث على القلق. اكتظاظ داخل محطات النقل الطرقي والسككي، تسابق وازدحام داخل الطرق السيارة، محاولات لخرق المنع لمجموعات راجلة بين المدن.
هي فوضى وارتجالية غير مقبولين.
يتحمل كل منا جزء من المسؤولية.
غابت الكمامات وانتفى التباعد الاجتماعي بشكل درامي وخطير في جل المدن وبين كل الأوساط، حتى المثقفة منها. غير أن هذا لا يعطي أبدا مبررا للحكومة كي تفقد بوصلتها وتتسرع في قرارات غير محسوبة. من صميم واجبها كجزء أساسي من الدولة، أن تحافظ على سلامة الوطن والمواطنين.
هل هناك أخيرا ربان داخل الطائرة؟ هو عنوان الجزء الثاني للفيلم المذكور. أنتج سنة 1982، وهو من إخراج كين فنكلمان وبطولة روبيرت هايز.
على الأقل، تم تغيير المخرج والممثلين. وكان ذلك أضعف الإيمان.