كرونيك

هناك خطأ ما…!

رغم محاولاتي الجادة والمتكررة، لم استطع أبدا فهم عيد الشكر الأمريكي، المعروف أيضا باسم تانكس كيفين.

ظن المستوطنون البيض القادمون من أوربا أن الله فتح لهم ابواب عالم جديد و كلفهم بإعماره.

أطلق منظروهم اسم منيفست ديستيني، أي المصير المقدر على حركة تمدد الاستيطان على أراضي أمريكا غربا حتى المحيط الهادئ.

قلت لنفسي مرارا إن هناك خطأ ما.

لا يقبل العقل أن أي إله محترم سيكلف جماعة من قطاع الطرق المسلحين بغزو أرض مأهولة بالسكان، من أجل قتلهم وحرق خيامهم وصيد أبقارهم البرية.

استعمل أجداد الأمريكيين البيض الرصاص والكحول للتخلص من السكان الأصليين. ثم ابتدعوا حيلة المفاوضات والمعاهدات التي لم يحترم قادتهم أبدا أيا منها.

عيد الشكر يخلد لبداية مشوار الإبادة والتنكيل بالهنود الحمر.

عودة إلى تسمية عيد الشكر، أوضح ان هذه المناسبة العجيبة، بهذا الإسم بالذات، تتكرر عند الغرب، فقد بدأت عندما هزم الإنجليز الإسبان ودمروا الأرمادا الشهيرة.

لا شأن لي بكل أعياد الشكر، أنا أقصد قصة المستوطنين الذين حطوا الرحال في شمال القارة الجديدة، قادمين على ظهر سفينة مايفلاور، ثم  ذبحوا ديكا روميا سمينا وأقاموا الصلاة بعد أن طردوا أصحاب الأرض.

حين صرح ترامب أنه “منح” القدس لإسرائيل من أجل السلام، تذكرت عيد الشكر.

حين حاصر بوش العراق، وجوع أطفاله وشرد نساءه، وصرح أن هذا البلد سينعم بالديموقراطية، تذكرت عيد الشكر.

حين دكت صواريخ أمريكا ما تبقى واقفا من سوريا، وقالت إنها فعلت ذلك من أجل الشعب السوري، تذكرت عيد الشكر.

لا شك أن التاريخ علم عظيم يصعب على أمثالي فهمه وتقدير أحداثه.

هذه الأيام، وأنا أتابع ما يحصل لموظفي الصحة والتعليم من ضرب في الشوارع وتضييق لا مثيل له، وأرى ابتسامة وزيرا القطاعين العريضة ووعودهما الزائفة والجاهزة لكل ميكروفونات الدنيا، لسبب مجهول، أتذكر كذلك عيد الشكر.

خصوصا حين يصرح رئيس الحكومة أن الصحة والتعليم يحظيان بالأولوية.

مرة أخرى، هناك خطأ ما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock