عندما قام الجعواني بانتقاد نفسه، بكل شجاعة ومهنية، مأكدا أكثر من مرة أنه يتحمل المسؤولية في ظهور المولودية بهذا المستوى الهزيل، أراد البعض الركوب على هذه الموجة، وكان ينقصهم فقط أن يلبسوا له معطف من أغرق الفريق في مديونية سبع مليارات.
لنتريث لحظة، ألم تكن تصريحات الجعواني كلاما واضحا في مجمله، رغم ان بعضه جاء مشفرا لمن يهمه الأمر. فهو لا يتحمل المسؤولية لوحده، وكما جاء على لسانه فهو “ليس مصنعا للاعبين…” ولا يمكنه خلق لاعبين من لا شيء… ففاقد الشيء لا يعطيه…
فلا ينبغي لوم الجعواني لوحده، بل لوم من تسبب في مثل هذه التركيبة البشرية التي لحد الساعة أبان بعض عناصرها أنهم لا يستحقون حتى نصف المبالغ المدفوعة في تعاقداتهم، فمن اقترح هؤلاء على المدرب؟ وبأي ثمن؟ ولماذا هؤلاء بالضبط دون غيرهم؟ وهل كان الجعواني حقا حرا في اختياراته هاته؟
هذه الأسىئلة وأخرى كثيرة، تبقى دون إجابات واضحة، اللهم إذا دفع بالجعواني دفعا وتم إرغامه على مثل هكذا اختيارات، ثم وجد نفسه في مأزق كبير ليدلي بعدها بهكذا تصريحات ملمحا أن ضعف الميزانية التي أصبح ثقبها أكبر من ثقب الأوزون، وازداد إتساعا بمساهمة المستشهر الأول والعالمي للمولودية وهو “شركة المطبل والمرتزق وشركاءه”، كانت السبب وراء كل هذه التعاقدات الفاشلة، وكأننا بمسلسل وادو يتكرر، لكن هذه المرة في نسخته الثانية.
فالمولودية لم تفقد فقط بوصلة اللعب وفرض أسلوبها في اللعب فحسب، بل فقدت مأقتا حتى جمهورها الوفي بتأطير من اللإلتراس الذي أصبح عنصرا مهما في منظومة الفريق.
وهنا تطرح سؤالا جوهريا، ما فائدة فريق عريق دون جمهور، ولمن يلعب هذا الفريق؟ لحفنة من الأشخاص؟ أم لمدينة وجهة؟ فإن كان وجود الفريق أصلا هدفه هو إدخال الفرحة على جماهيره، فإن لسان حال هذه الأخيرة يقول، لنجلس حول طاولة ونناقش ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان.
فالمولودية دون جمهور كمن يحيي عرسا دون مدعويين، هذا إذا كان هناك عرس أصلا.