رياضة

نهائي تونس/ الجزائر: “خاوة خاوة، ومع 300 مليون دولار بربي متكونش العداوة”

جمال اشبابي

هل من باب الصدف أن يتزامن يوم 18 دجنبر، تاريخ إجراء مباراة النهائي للبطولة العربية بقطر، مع “الذكرى السنوية الـ 2238 لانتصار الجينيرال القرطاجي، هانيبال على القوات الرومانية، على ضفاف نهر تريبيا. هانيبال مجبري”، هكذا يحلل محبي نسور قرطاج مباراة اليوم ضد ثعالب الصحراء في مقابلة، يضفي عليها جمهور البلدين طابع خاوة خاوة، ومع 300 مليون دولار بربي متكونش العداوة”.

ويقول التونسيون هنا في باريز، كما هو حتما حالهم في العاصمة التونسية، وكلهم أمل أن يحرز فريقها لقبا، “الدازايرية، أبطال إفريقيا، ونحن أبطال العرب”، فلا هوادة إذن، وزملاء هانيبال يعرفون ما الذي عليهم فعله، فبعد المباراة، سنصيح الجميع خاوة خاوة.

فهل سيكون لاعب قرطاج المددل، في الموعد؟ وهل تتغلب العبقرية التونسية، بتطبيق خطة مباراة “مهبولة”، توقف الٱلة الجزائرية، وتضع فرو الثعالب عربونا للتفوق في قرطاج.

اليوم على جمهور تونس، أن يتذكر، بأن العبقرية التكتيكية للجينرال القرطاجي الشهير هانيبال، طرح سؤال الاستراتيجية، ومع ذلك، في نهاية الحرب البونيقية الثانية، هُزم الجينيرال، ولكن كيف كان هذا الفشل ممكنا؟ ربما لأنه لم يتلقى لا مساعدات ولا إعانات ولا قروضا.

فالمباراة النهائية ستكون مباراة سياسية بين الجزائر وتونس، كما كانت بين المغرب و الجزائر، ولكن بأقل حدة، وذهبت بعض التحاليل، وحتى في منابر إعلامية للقول بأن تونس ستقدم كأس العرب هدية للجزائر لتعويض قرض 300 مليون دولار الممنوح من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

ولأن منتخب الجزائر موجود في النهائي، فلا غرابة أن تطلق أبواقه، لبث إدعاء الإستهداف طبعا، من كافة دول العالم للفريق ووضع العراقيل في وجهه في كأس العرب وخارجها، كما هو الحال في السياسية، فالعدو والأيادي الخارجية، تحيط وتتربص ببلد “المليون ونصف ألف مبروك”.

فقبل ساعات قليلة من نهائي كأس العرب في نسخته الأخيرة، يعلق ص، خنفري، أحد الأبواق الجزارية، مدعيا، “يبدو أن موقفا غريبا ومشتركا قد انتشر كفيروس بين غالبية خصوم المنتخب الجزائري,

إذا ابتهج المصريون بالتعادل، الذي لم يجلب لهم الحظ بعد كل شيء، فإن المغاربة أرادوا التغلب على الجزائر بقوة لدرجة أنهم ركزوا على هدف خاطئ وكانوا راضين عن رد الفعل في جزء كان من الممكن أن يقودوه بسهولة. كلفهم هذا الثمن الذي نعرفه: حل الفريق، وإقالة المدرب، وإحباط لا يقاس”.

 

أما عن نسور قرطاج، فلم يسلموا من أبواق الجناح الرياضي في جوقة العسكر، ليقطر سمه على أفراد المنتخب التونسي، وخاصة بعد تصريحات المساكني، قائد المنتخب وهانيبال المجبري، الموهبة الشابة الواعدة، وتلوم هذه الأبواق، فكرة التونسيين “التغلب على المنتخب الجزائري” ويرد هؤلاء، الجزائر، ليست البرازيل ولا ألمانيا أو إيطاليا.

ويتوهم بعض محبي و حتى أبواق العسكر، أن ثعالب الصحراء، أو محاربي الصحراء، وهو اللقب الذي أطلقه عليهم حفيظ دراجي معلق بين سبور المثير للجدل،  بأن كل الفرق تهابهم وتتفادى اللعب ضدهم.

يعتقد هؤلاء، أن فكرة سحق الخضر، هي المهيمنة خلال هذه المنافسة العربية، وهي السائدة. فما كان ينبغي على اللاعب التونسي هانيبال ان يعلن بصوت عالٍ وواضح أنه يريد التغلب على المنتخب الرديف، ومقابلة الفريق الأول خلال كأس إفريقيا للأمم، لكسر خطه الذي لم يهزم. والكل يعرف أن المنتخب الجزائري خليط يضم ستة لاعبين من الفريق الأول.

يلوم الجزائريون المساكني لأنه تجرأ وأعلن رغبته في التسجيل على حارس المرمى الجزائري الرايس مبولحي، وقد سجل قبله الرئيس قيس هدفا ثمينا بـ 300 مليون دولار على تبون.

ففكرة استعلاء محبي الجزائر، تتلخص في كون كل الفرق تريد هزيمة شنعاء للخصر، أكثر من أن يروا فرقهم تنتصر. وينفخ هؤلاء في منتخب يجمع الكل أنه، محترم جدا وقوي، لكن ليس بذلك الفريق البعبع الذي لا يقهر، الذي يصور على شاكلة القوة الضاربة، “وهو الذي جعل الفلسطينيين سعداء”.

على الاقل، وبالإضافة للفرجة الكروية الكبيرة التي حققتها هذه الدورة ساعات قبل انطلاق مباراة النهائي، تعلمنا تعريفات أخرى للعولمة، علمتنا عولمة الكرة، أن مباراة كرة لقدم بين بلدين مغاربيين إفريقين، شقيقين (تونس والجزائر)، تقام في قارة آسيا بقطر. وترغم على إعلان حالة الطوارئ في باريس بقارة أوروبا، وتستدعي تحذير السلطات الأمريكية لرعاياها بباريز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock