نكبة البيجيدي: قيادات تبادلت الأدوار بتوجيه تهديدات بإشعال نار الثورة…!
عندما قدم أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية استقالة جماعية، فذلك شأن داخلي للحزب نحترمه، ولكن أن يبرر ويصرف هؤلاء الاعضاء استقالتهم عبر خطاب المظلومية، فذلك شأن عام.
في اعتقادي أن أسباب اندحار حزب العدالة والتنمية في انتخابات الثامن من شتنبر 2021، لا تكمن في تقصير من الأمانة العامة للحزب بدرجة أولى، بل كان من المنطقي أن يستقيل هؤلاء الأعضاء من الجناح الدعوي للحزب، حركة التوحيد والإصلاح، حيث تختبئ هناك أسباب الهزيمة.
إن الملاحظ أن أغلبية القادة والشخصيات البارزة، داخل العدالة والتنمية، أخطأت التقديرات، ووقعت في المحظور الوطني، والذي لن يقبل به الشعب، قبل مؤسسات الدولة.
أغلب القيادات والشخصيات البارزة، تبادلت الأدوار، قبل الانتخابات، بتوجيه تهديدات صريحة، بإشعال نار الثورة، في حال الهزيمة السياسية، بل انها لم تتوقف عن ممارسة التهديد بالتلميح بورقة الشارع وحركة عشرين فبراير، وكانت تعتبر وتكرس، عبر خطابات التهديد تلك، فرضية أن العداء قائم بين الشعب والدولة.
كل تهديدات حزب العدالة والتنمية، أثبتت ان خطابه ليس خطابا حزبيا، بالمفهوم السياسي، وأنه لايؤمن بالممارسة الديمقراطية، ولا بالتناوب الديمقراطي على الحكم، ولا يقبل بالهزيمة السياسية.
إذا كانت تهديدات العدالة والتنمية، تبدو غريبة للمواطن العادي، نظرا لأنه تبين أن القاعدة القارة والخلفية للحزب جد محدودة، عكس ما كان يروج، فإن التفسير الوحيد لتلك الشطحات والتهديدات، هي رسائل مشفرة للخارج، من أجل تحريك آليات الدعم للإخوان بالمغرب، وإعلان الاستعداد التام لتنفيذ مخططات الضغط والابتزاز ضد الدولة المغربية.
من الملاحظ أن كل تهديدات البيجيدي، وكل محاولات تصريف خطاب المظلومية عبر إسقاطات على معارك انهزم فيها المسلمون أمام الكفار، تجعلنا وجها لوجه أمام خطاب، بعيد عن خطاب حزب سياسي، بل نجد أنفسنا أمام خطاب جناح ديني دعوي، مع الأسف، يحيلنا على خطاب تكفيري وتهديدي.
لذلك في اعتقادي، أن الاستقالة من الامانة العامة، في حد ذاتها، غير كافية، بل أن الأمر يستلزم إما استقالة جماعية من حركة التوحيد والإصلاح، وإما إجراء مراجعات فكرية شاملة داخل الحركة، حتى يتسنى للحزب أن يمارس أدواره بكل وضوح وشفافية، في إطار الممارسة الديمقراطية السليمة.