نغيز “المولودية مستهدفة بطريقة ممنهجة للسقوط” والجامعة أقرت ببطلان “وضوء” التحكيم دون إعادة “الصلاة”
جمال اشبابي
صعب جدا أن تتلاشى أحلام هؤلاء اللاعبين الشباب، داخل وخارج رقعة الملعب الشرفي للمولودية الوجدية عقب جل مبارياتها، فمهما كان مستواهم التقني ومدى جاهزيتهم، صعب أن تذهب أحلام مدينة الألفية أدراج الرياح، بجرة قلم أو تحت ضغط كواليس وتعليمات الدهاليز، لا يعلم بها إلا الله و مدبرو هذه المكائد والمؤامرات ضد فريق بلهاشمي، والفيلالي، ومرزاق وكل أبناء وجدة.
فالجميع شاهد لمقابلة فريقها ضد الدفاع الحسني الجديدي، وقتالية جل اللاعبين داخل رقعة الملعب، والفريق منقوص من خدمات أربعة لاعبين أساسيين، وهو الذي ودع بالأمس القريب، جل لاعبيه الذين انتقلوا إلى فرق أخرى مع بداية الموسم، ورغم أن الوضع في المولودية ليس على ما يرام، لكن أن تنضاف إليه “أخطاء تحكيمية” سرعان ما تعتذر عنها مديرية التحكيم علنا، فهذا شيء ٱخر، و”فقه” تخصص فيه مبدعو الهزائم المفتعلة والمفبركة، منذ مواسم، يتذكر الجميع كيف تعامل حكم الوسط مع المولودية في واقعة “الوداد”، وقام بطرد اللاعبين ووزع البطاقات الصفراء والحمراء و”البرتقالية” يمينا وشمالا، الواحدة تلو الأخرى.
فمنذ انطلاق البطولة، صفر الحكام ثمان ضربات جزاء خيالية، ضد المولودية، كانت كلها وفق نية مبيتة، ولو حدث نفس الإجحاف في حق فرق الدار البيضاء، لكان الوضع شيئا ٱخر تماما، فالقاعدة الجماهيرية الواسعة لفرق البيضاء لن تفوت ذلك، ببساطة لأن ضغط هذه الجماهير على المكاتب المسيرة، كان سيعجل باجتماع طارئ، تصدر عنه بلاغات شديدة اللهجة، إلى حد التهديد بالانسحاب من البطولة. واستدعاء لانعقاد مجلس الأمن لو لزم الأمر ذلك.
إلا في وجدة، لا أحد يدافع عن الفريق، على الرغم من كون أبناء مدينة وجدة والجهة الشرقية في مناصب اتخاد القرار على المستوى المركزي، في وجدة لا يوجد من يدافع عن هذا الفريق، ببساطة لأن لنا “الثقة” الكاملة في مديرية التحكيم، فهي مفروض عليها أن تجتمع وتقرر وتصدر بيانات، ستقلب الموازين، مفاده أن ضربة الجزاء في المقابلة الفلانية غير شرعية، وينتهي البيان بجلسة شاي على نخب تكافئ الفرص، ونزاهة البطولة، دون أن تلغى نقاط ضربات الجزاء الخيالية. ويمكن في ظل هذا الوضع المخجل، للمحبين أن يطالبوا اللاعبين بعدم خوض المباريات أصلا، والانسحاب من هذه البطولة التي أصبحت روائحها تزكم الأنوف.
صحيح، أن فريق هذه السنة ليس هو نفسه فريق الموسم الماضي، و المدرب كذلك، تم تغييره، فالفريق تم تجديده كلية بنسبة تسعين في المائة، ويلزم اللاعبين الجدد وقتا للتأقلم والانسجام. ورغم الأخبار الإيجابية غير الرسمية، عن انتقالات لاعبين جدد للفريق الوجدي الأسابيع القادمة. إلا أن الفريق يظل يعاني على كل الواجهات، عوض مواجهة خصم واحد، هو الفريق المنافس، لا التحكيم، والضائقة المالية معا.
أفلم يحن الوقت بعد، لأبناء وجدة ومسؤوليها، ومنهم الوالي، في أعلى رأس الهرم، لإنقاد الفريق من الأزمة المالية، فكيف نريد من لاعبينا وطاقمه التقني التركيز، و بالهم مشغول بتأخر الأجور و المنح المأجلة، ثم نطالبه بنتائج يرسمها الجمهور في المقاهي وهو يرتشف فنجان قهوة وعصير برتقال، ومع كل هذا وذاك، عليه أن يلتفت لأشياء أخرى، للعب على الأدوار الطلائعية، والبطولة العربية.
“لست هنا للحديث عن التعادلات ولا الهزائم، ولا عن الانتصارات التي تحققت في بداية الموسم، جئت لأوجه نداء لكل محبي المولودية ولكل سكان وجدة، ولكل المسؤولين عن هذا النادي من بعيد أو من قريب خاصة الأنصار، والمسيرين والسلطات المحلية، لقد حان الوقت لنكون وراء هذا الفريق، الذي أصبح مستهدفا، هذا الفريق كما ترون من مباراة لأخرى، فأنتم، لا تتكلمون إلا عن الهزائم وعن التعادلات، والٱن، تلاحظون أن ثمان ضربات جزاء أعلنت ضدنا بينما كانت خمسة ضربات أخرى لصالحنا ولم تحتسب، ثم تأتي الرابطة لتقول لنا المولودية كان من حقها ضربة جزاء ولم يتم الاعلان عنها، هذا ظلم، فاللاعبون كانوا يبكون داخل مستودع تغيير الملابس، لأنهم شاهدوا كيف أن حقهم ضاع، يأدون دورهم منذ بداية الموسم و تأتون لتتحدثوا عن الهزائم والتعادلات.
أنا لم اعد أفهم شيئا، فالفريق أصبح مستهدفا، بطريقة ممنهجة للسقوط، فريق بهذا التاريخ لا يترك هكذا، سأرحل يوما ولكن لا أحب الحݣرة، ولا ضياع عرق اللاعبين، اليوم رأيت حقهم يضيع وهم يبكون في غرفة الملابس”، هكذا انفجر مدرب المولودية نبيل نغيز بعد المبارة، أمام ميكروفوونات الصحفيين.
في وجدة، لا يهمنا عدد البطائق ولا صافرات ضربات الجزاء، بقدرما يهمنا توقيتها وتضررنا المجحف منها، ولفائدة من سيمنح الانتصار الصوري المخدوم، وغالبا ما كان لهذه البطائق دور في حسم النتيجة وإخراج كل الفريق الوجدي لاعبين وطاقما فنيا من المقابلة بفعل هذه المهازل الكروية.
إن بطلان الوضوء من بطلان الصلاة، فكيف تقدر الجامعة خطأ الحكم وتلغي جل قراراته، بل وتوقفه، وليست لها الشجاعة لإلغاء ثلاث نقاط المحصل عليها نتيجة ذلك.
فإذا اوقفت أو أصدرت مديرية التحكيم بيانا أو توضيحات ضد حكم، فلأن ما قام به خطير للغاية، إلى درجة منح الانتصار للفرق المنافسة، فالجامعة حكمت ببطلان وضوء الحكم، والٱن إما أن تعيد الجامعة الصلاة وإما أن تقول لنا جهرا، “أنا ربكم الأعلى.”