لا إكراه في الرأي

نظرة استشرافية حول الانتخابات الليبية

كتبت قبل أيام، على صفحتي الشخصية،  تعليقا جاء فيه: “الانتخابات الرئاسية الليبية إما سيفوز بها عقيلة صالح أو ابن القذافي، أما حفتر فسيعود الى منصبه في الجيش.”

ثم بعد هذه التدوينة بأيام، تم رفض ملف القذافي، واحتج أنصاره على هذا القرار، ومزقوا بطائق الانتخابات، ولكنه خرج ينهاهم عن فعلهم هذا، ويحثهم على قبول البطاقات، ويقول لهم: “‏من أجل أن تستعيد ‎ليبيا سيادتها الوطنية وإرادتها الحرة ، وتحافظ على وحدتها، وتتجه للبناء وتعويض ما فاتها. سارعوا لاستيلام بطاقاتكم الانتخابية ولا تفوتوا الفرصة.”

في خروجه هذا، دليل بّين واضح على ما ذهبت إليه في تدوينتي، وذلك من أن الرئاسة لن تخرج عن الثلاثي المذكور أعلاه، ولعلك تسألني كيف ذلك؟؟ أما جواب سؤالك فتحمله النقاط الآتية:

أولا: القذافي، عقيلة صالح، والمشير حفتر، يشكلون حلفا واحدا، وفي الأخير ستذهب الأصوات التي سيحصلون عليها إلى واحد منهم، وغالب الظن سيكون  إما القذافي او صالح، أما المشير  فيسعود إلى منصبه العسكري.

ثانيا: إذا رفض طعن القذافي في قرار المفوضية العليا للانتخابات فإن مناصريه عليهم الاحتفاظ ببطائقهم الانتخابية حتى يتم توجيههم إلى إعطاء أصواتهم للمرشح الآخر في الجبهة، وهو عقيلة صالح، أما إذا قبل الطعن فالعكس بالعكس، أما أصوات حفتر فإنها ستذهب لأحد الرجلين.

كما، لو افترضنا عدم وجود تحالف بين هذا الثلاثي، فإن منصب الرئاسة لن يخرج عنهم، وسيكون فيهم، وذلك أنهم الأكثر شعبية وجماهيرية، فأما عقيلة صالح فقد اكتسب جماهيريته وثقة الناس به، من مواقفه السياسية ورحلاته الديبلوماسية، التي كان سعى من وراءها  للحفاظ على أمن ليبيا وسلامتها، وخروج المرتزقة منها، أما المشير فقلوب كل كاره للإخوان المسلمين، و كل مخالف لهم، معه وتنصره عليهم، أما القذافي فمعه أنصار والده، ويدعمه أيضا من نصب العداء لوالده حيا وندم عليه ميتا بعدما رأى بأم عينيه، ما آلت إليه حقائق الأمور بعد إسقاط النظام القديم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كاتب مغربي، باحث في العقائد، والمدارس الفكرية، والاستشراق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock