احتضنت العاصمة الفنلندية هيلسينكي حلقة نقاش حول موضوع “الأقاليم الصحراوية بين الماضي والحاضر والمستقبل : الحكم الذاتي والتنمية تحت المهجر”.
وأكد مثقفون وخبراء خلال اللقاء الذي نظمته سفارة المملكة بفنلندا وجاهة وتبصر المقترح المغربي للحكم الذاتي كخيار فعال لطي ملف الصحراء المغربية.
وأبرزوا في مداخلات بمناسبة اللقاء المنظم عشية الاحتفال بالذكرى 47 للمسيرة الخضراء تماسك المقاربة المعتمدة من قبل المملكة المغربية، المبنية على التنمية من أجل السلام والاستقرار الاجتماعي في جميع أراضيها، في مقابل خيارات تعتمد الانغلاق والعنف والهرولة وراء أهداف غير واقعية.
وقدم الصحفي والكاتب آري بيتايافرا نظرة موجزة عن مبادرة الحكم الذاتي وأهميتها في فتح فرص أكبر للتنمية الشاملة، ليس فقط على مستوى المناطق الجنوبية ولكن أيضا على صعيد المنطقة بأكملها، لكون هدفها الأساسي هو الإنسان وليس تحقيق مكاسب جيواستراتيجية ظرفية.
ومن جهتها، اعتبرت فيذ مكوشا، الخبيرة في الإثنيات وقضايا المراة، مشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، بمثابة استمرار لثقافة السلام والحوار التي تجد لها جذورا تاريخية في ملحمة المسيرة الخضراء.
وأضافت أن الحكم الذاتي يدعم التنمية من أجل السلام مما سيفتح المجال أمام نساء وأطفال مخيمات تندوف بالجزائر للعودة إلى المغرب وإعادة بناء حياة كريمة ومستقرة والمساهمة في المسيرة التنموية داخل الوطن الواحد.
وعبرت عن قناعتها بأن مقترح الحكم الذاتي كفيل ليس فقط بتثبيت الحل السياسي للنزاع الإقليمي بل أكثر من ذلك فإنه سيفتح آفاقا واسعة لتنمية الإنسان والمواطن في هذه المنطقة التي تعتبر بوابة أوروبا على إفريقيا.
أما الفنانة المغربية الصحراوية أم الفضل الانجوري فقدمت أمام الحضور معطيات من المعيش اليومي في مدينة العيون المغربية التي تشهد على تكامل البعد التنموي الاقتصادي مع البعد الحقوقي الذي يضمن كرامة المواطنين.
وقالت إن أبناء الصحراء المغربية مقتنعون بأن مبادرة الحكم الذاتي تنطوي على مشروع واعد سيشكل قيمة مضافة وأثرا إيجابيا على المجال الفني و الإبداعي، على غرار الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية.
أما الخبير الاقتصادي تيمو تيرفانين فأكد أن المملكة قادرة بنفس الطموح والسلم الذي قادت به المسار التنموي في الصحراء حتى الآن، أن تجعل المستقبل أكثر إشراقا وأمانا، مضيفا أن ما تزخر به الصحراء المغربية التي زار جزءا منها، “يجعلنا أمام مسيرة اقتصادية وتنموية خضراء فعلا، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الاصطلاحات المعاصرة المتعلقة بالاقتصاد الأخضر والطاقة الخضراء وغيرها.”
وعرفت الندوة التي افتتح أشغالها سفير المغرب بهلنسكي، محمد أشكالو، حضور مهتمين من طلبة وأساتذة وباحثين وسياسيين وفاعلين جمعويين، بالإضافة إلى الحضور المتميز لأعداد كبيرة من مغاربة فنلندا واستونيا المجاورة.