نبيلة التي… كتبت السطر الأخير في تحالف لم يكتمل…!
ثم ماذا بعد؟
لا شيء.
نفذت نبيلة منيب ما كانت تخطط له وانسحبت من تحالف اليسار.
أي يسار؟
لم يعد هناك سوى الغبار، بتعبير عبد القادر الشاوي.
وها هو الغبار قد انجلى وانكشف اليسار على حال لا يسر حتى أعدائه.
الأعداء كثيرون، والوطن يكاد يتحول إلى غنيمة تنتظر سكاكين القسمة بعد انتخابات تَعِدُ ان تكون دون لون وبرائحة غير عطرة.
أما منيب فواحدة دون سواها؛ توجها الرفاق أيقونة لليسار حين تربعت على كرسي الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد في 16 يناير2012.
لأنها مناضلة ولأنها مشاكسة ولأنها، فوق هذا وذاك، امرأة استثنائية.
هكذا هلل الرفاق في السر وفي العلن.
أما اليوم، فالرفاق حائرون، يتساءلون.
نبيلة منيب مشغولة جدا بحلفائها عن اعداءها و أعداء اليسار. مشغولة لدرجة طرد عمر بلافريج من الحزب.
نبيلة لم تصدق يوما أن كورونا تقتل، وأن اللقاح مسألة جدية.
لم تصدق كذلك أن اليسار عليه أن يتحالف رغم اختلافاته، وأن الفكرة أهم من الكرسي.
قطعت نبيلة مع الرسالة، وتركتها للأخرين ليكملوا كتابتها كما يشاؤون، هم الأن مجرد حلفاء سابقين.
نبيلة أنهت القصة وكتبت السطر الأخير في تحالف لم يكتمل أبدا.
اختارت ان تشعل شمعة كي تعلن الظلام.
دون مفاجأة، يفشل اليسار مرة أخرى في أن يبقى متماسكا، فيتساقط تباعا بفعل التيارات والحساسيات والحسابات، ونبيلة.
في موضوع آخر، تصدرت فتيات المغرب المراتب الأولى في امتحان البكالوريا بلا منازع، بينما تراجع التلاميذ الذكور بعد أن عجز معظمهم على هزم التلميذات.
ابحثوا عن المرأة، يقول المثل الفرنسي.
كانت هيلين أجمل نساء الأرض، وقد أدى اختطافها، بحسب الأساطير اليونانية، لاندلاع حرب طروادة. ورغم أن هذه الحرب حدثت فعلا، فإن هيلين شخصية أسطورية لا وجود لها على أرض الواقع، وإنما ظهرت في الإلياذة للشاعر الأعمى هوميروس.
لا شيء جديد. النساء، يكتبن التاريخ.
قد يكون عنوان الحرب أو النصر امرأة.
وقد يكون عنوان الفشل امرأة كذلك.
وأنا قطعا لا أتحدث عن هيلين .