في وجدة لا شيئ يسير على ما يرام، هشاشة إجتماعية متفشية، تنمية بسرعة السلحفاة وكلاب ضالة، فإذا كان أمر معالجة ٱفة الكلاب استلزم ميزانية بالملايين بتلقيح هذه المخلوقات، فإن معضلة فريق المولودية الوجدية لكرة القدم، المتنفس الذي من شأنه أن ينسي الساكنة بعضا من همومها لا يزال عالقا، ولن تنفع معه لا لقاحات الجماعة ولا أموال المجلس الإقليمي ولا حتى مجلس الجهة. إشكالية المولودية ليست في إيجاد الموارد المالية، بل هو أعمق وأخطر من ذلك بكثير، وأصبح شعار “المولودية مشروع مدينة وجهة”، مجرد كلام أفرغ من محتواه.
لم تسر الأمور داخل أسوار المولودية الوجدية بالطريقة التي أرادها الجمهور الوجدي للفريق الأول بالمدينة، فلم يجدينا في شيئ تغيير أسماء المدربين ولا جنسياتهم في شيئ، صرنا نتخبط في دوامة أزمات متوالية، وندور في حلقة مفرغة، دون أن يتحقق شيئ مما وعد به الرئيس “المنقد” وطموحاته الكبيرة المعلنة أول يوم.
ومن حق الجمهور أن يغضب ويعبر عن سخطه لإخلال الرئيس بإلتزاماته الموثقة صوتا وصورة، لكن دون السقوط في ٱلة التحكم عن بعد في الإلتراس والمشجعين، وأول ما أخل به الرئيس، هو خلق فريق تنافسي، لكن عوض ذلك وجد عشاق المولودية أنفسهم أمام فريق تنافسي من عيار ٱخر، فريق يتنافس من أجل ضمان البقاء، بميزانية سبع مليارات، في حين حصد جيراننا كأس العرش وكأس الكونفدرالية والكأس الممتازة بميزانية ستة ملايير فقط، إذن الخلل في الرئيس ولن يحاول أحد أن يقنعنا بغير ذلك، وأن اختياراته وتسييره العشوائي هي أم المشاكل.
ورغم محاولات بعض الجهات إرجاع كل ما يحدث داخل أسوار الفريق إلى محيط الرئيس وحتى للجمهور، فإننا لم نسمع يوما أن الرئيس كان مسيرا في إدارته للنادي، ولم تمارس عليه أية جهة ضغوطا، ولم نسمع يوما أن مطالب الجمهور بحد أدنى من الإحترام والعقلانية في التسيير كانت وراء تقهقر نتائج فريق ما كيفما كانت تركيبته ومكتبه اللهم إذا استغلت عمليات الإحتجاج لتحقيق أهداف أخرى.
حتى المدرب منير الجعواني، سقط في فخ الحديث عن الجمهور وأهداف الإحتجاجات، رغم أن مهمته الأولى يجب أن تنصب على تهييئ الفريق الذي يعلم الله وحده كيف تمت تعاقداته وكيف أقحمت أسماء من مستوى فرق الهواة في العنوان الخطأ، وعليه أن ينكب أكثر على مطالبة المكتب بتوفير ملعب للتداريب بعد إستحالة إجراءها بملحق الملعب الشرفي بسبب أشغال إصلاح الأرضية.
الجعواني بحديثه عن ملعب التداريب يكون قد وضع الأصبع من حيث لا يدري على داء أصبح مستشريا منذ عدة مواسم، فكيف يعقل أن تتدهور أرضية ملعب يستغله فريق المولودية لوحده، وهل هناك جهات تسببت في الوصول لهذه الوضعية؟ ومثل الحعواني، نحن بدورنا نتساءل كيف تدهورت أرضية الملعب والموسم الكروي ما زال في بدايته؟
تتخبط المولودية منذ عقود في إشكالية تسيير عشوائي، زاد تفاقما منذ تسريح المدرب كركاش، واستقدام عبد السلام وادو، ومعه جيش من اللاعبين، تحصرهم لوائح البعض في مائة لاعب إلى يومنا هذا، نصفهم لا يستحق الجلوس في دكة إحتياط فرق الأحياء، لكن ورغم ذلك فلو تم استثمار صفقات بعض اللاعبين عوض تسريحهم بصفر درهم، لدخلت خزينة الفريق مبالغ مهمة تكفينا شر البكاء في الجموع العامة.
فمنذ تولي محمد هوار رئاسة الفريق، لم يخفي منطق تسييره، فهو مالك المولودية في الواقع إذ صار يرى نفسه فوق الجميع، أما في المواقع، فالمولودية للجميع، لكن قراراته كانت دائما متناقضة مع الخطاب الذي كان يتبناه، وكأن جهات أخرى هي من تسير المولودية.
بل أكثر من ذلك، أنه في السنوات الأولى، وبنظرة إستعلائية، كان يرى نفسه أكبر حتى من المولودية نفسها. وبعبارة أخرى، أصبح الأمر يبدو وكأن المولودية لم تكن لتستمر لولاه، وهنا مكمن الخطر كله، ما جعل الجميع يبتعد عنه وبالتالي عن دعم المولودية.
لكن السؤال الذي يبقى عالقا، هل يعي هوار أنه بصدد إلحاق ضرر بجسم المولودية المريض أصلا.