من جو الناعس الأمريكي، إلى جوقة الناعسين في حكومتنا
في ضربة واحدة، قرر القدر أن ينزل هزيمة مزدوجة: واحدة لترامب والثانية لفيروس كورونا.
أدوات القدر متنوعة ولا يحيط بها إلا الراسخون في علم التنجيم.
بينما ظل ترامب يسخر من منافسه، و ضحك أنصاره حين يطلق عليه لقب جو الناعس، جند الفائز في الانتخابات الرئاسية إمكانيات الآلة الإعلامية الضخمة والمعقدة، مع ما تتطلبه من أموال كثيرة، ليجعل من نفسه ومن شريكته كامالا عنوانا للتغيير.
جو الناعس أقنع أغلبية الأمريكيين بتهاون ترامب واستخفافه المقرف بالمرض الذي ينهش البلد.
من سخرية القدر، أن الأموال والإمكانيات الكبيرة التي استفادت منها مختبرات البحث، لم تصنع معجزة اللقاح الفعال إلا بعد أن سقطت الفأس في الرأس، وأصابت المرشح الجمهوري ترامب في مقتل.
ترامب مول اللقاح، وجو الناعس استفاد من هدية ضخمة سترافق المئة يوم الأولى في فترة ولايته.
وقد يكون العثماني ممن يملكون هبة ربانية في استشراف المستقبل والتنبؤ بالقادم.
أسرع يوما إلى منصة البرلمان، وترك كمامته تتدلى جهة اليسار، أو ربما جهة اليمين، ثم صاح بكل ثقة:
لقد نجحنا بشهادة العالم.
طبعا، العالم كان مشغولا، ولا زال، بدفن ضحايا كوفيد والبحث الجاد عن حل واقعي ونهائي للأزمة الصحية، فلم يشهد للعثماني بأي شيء.
فشهادة الزور حرام وصاحبها في النار.
بعد أن اشتعلت مؤشرات انتشار العدوى احمرا في أحمر وامتلأت أسرة الإنعاش بشكل مقلق، سكت العثماني عن الكلام، وترك أمر التعليق على الوضعية الجديدة للآخرين.
الانتخابات قادمة، ولا يليق بالزعيم الإسلامي أن يورط إخوانه في متاهة كوفيد.
توفير اللقاح أمر جدي وحيوي ولا مكان فيه للمزايدات.
ترامب لن يقبل بالهزيمة، وقد يستغل ما تبقى من أسابيع في ولايته لصنع المزيد من المشاكل ومن الحماقات.
الفيروس أيضا لن يتوقف مثل قطار وصل إلى نهاية السكة.
سيزداد انتشارا يوما بعد يوم، وحتى بعد انطلاق حملة التلقيح.
جريدة صنداي تايمز علقت على فوز بايدن بعنوان بليغ:
جو الناعس أيقظ أمريكا.
نصر أمريكا مزدوج أيضا، ستتخلص من ترامب ومن كورونا.
أما نحن فمن واجبنا أن نستعير بعضا من كلام جو “المستيقظ” ونناشد به جوقة من الناعسين في الحكومة، وعموم الحالمين بغد أفضل:
حان الوقت لكي يتعافى المغرب.