من السودان، عمر موسي يكتب: حرب المدن بين البرهان وحميدتي.. متي تنتهي الحرب؟
استمرار القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بالعاصمة السودانية الخرطوم وعدد من الولايات السودانية، إذ سجلت خسائر كبيرة بين الطرفين المتقاتلين. والطرف الثالث هم المدنيون الأبرياء في عدد من المناطق المختلفة بالسودان! كما أعلنت نقابة الأطباء السودانية اليوم أن عدد الضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين حوالي 60 شخصاً، أصيب منها حوالي 500 شخصا اغلبهم مدنيين، لأن المواجهات أغلبها داخل المخطط السكني أو مناطق عسكرية مجاورة للأحياء السكنية.
استمرار القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بالعاصمة السودانية الخرطوم وعدد من الولايات السودانية، إذ سجلت خسائر كبيرة بين الطرفين المتقاتلين. والطرف الثالث هم المدنيون الأبرياء في عدد من المناطق المختلفة بالسودان! كما أعلنت نقابة الأطباء السودانية اليوم أن عدد الضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين حوالي 60 شخصاً، أصيب منها حوالي 500 شخصا اغلبهم مدنيين، لأن المواجهات أغلبها داخل المخطط السكني أو مناطق عسكرية مجاورة للأحياء السكنية.
الآن، أصبحت الحرب كرا وفرا بين الطرفين، خاصةً أن قوات الدعم السريع وضعت استراتيجية جديدة، تتمثل في الانسحاب التكتيكي من معسكراتها وانتشارها داخل الاحياء السكنية تفاديا للاستهداف الجوي من قبل القوات المسلحة، لان القوات المسلحة تمتلك أسلحة جوية يستطيع تدمير قوات الدعم السريع إن بقوا ماكثين في معسكراتهم. لذا، اختارت قوات الدعم السريع هذه الاستراتيجية!
هي حرب الشوارع لتقليل الخسائر المادية والمعنوية، اما الجيش السوداني تتمركز في القيادة العامة تحتمي بالجدار الاسمنتي التي تم انشاءه حديثاً وبعض مناطق ولاية الخرطوم مثل خرطوم جنوب وبحري وام درمان.
لا زالت هناك مواجهات بين القوتين، باستخدام جميع أنواع الأسلحة التي يمتلكها الطرفان خاصةً الأسلحة الثقيلة، كما شهد محيط القيادة العامة، اليوم الأحد، اشتباكات بين الجيش والدعم السريع على فترتين.
خلال الفترة الصباحية تم تدمير أحد مباني داخل القيادة العامة وأيضاً في الفترة المسائية جددت الاشتباكات بين الطرفين مما ادي الي حريق هائل بمحيط القيادة العامة للقوات المسلحة، علي ما يبدو هذه الحرب تتبع استراتيجية الضربة الاستباقية لتشتيت قدرات العدو لذلك نجد أحيانا الهجوم من الجيش السوداني واحياناً الهجوم من قبل قوات الدعم السريع.
هناك مناشدات من المجتمع الدولي والإقليمي والمنظمات الدولية والإقليمية والحكومات للطرفين لتوقف القتال، كما اجري رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك مؤتمر صحفي بدولة امارات العربية ودعي المجتمع الدولي والإقليمي للوقوف مع السودان لان السودان تمر بظروف صعبة للغاية، كما دعي كلا من الأمم المتحدة والالية الثلاثية والاتحاد الافريقي ومجلس الامن الدولي الطرفين الي التشاور والتحاور والتفاوض.
أما بخصوص الوساطة، فقد بادرن كلا من جمهورية مصر العربية وجمهورية جنوب السودان وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي والمملكة العربية السعودية، أيضا هناك دول دعوت إلى ضبط النفس والتحلي بالصبر منها اثيوبيا وقطر والإمارات وفرنسا وبريطانيا والنرويج وروسيا، كل هذه رفضها الطرفان والكل يتهم الآخر بالخيانة والتمرد وتقديم الاخر للعدالة!
منذ بداية الحرب وصفت القوات المسلحة بأن الدعم السريع قوات متمردة يجب حلها وتفتيتها، من جهتها، وصفت قوات الدعم السريع، التي يقودها حميدتي، وصف القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان بالمجرم والكذاب الذي يجب تقديمه للعدالة.
الكل يريد أن يعرف متي تنتهي هذه الحرب، لكن لا يجب ننسي أن هذه الحرب بين جيشين ذات قوي متوازنة وكل طرف رفع شعار الانتصار وعدم التنازل لأي سبب من الاسباب!
لذا، من المتوقع أن تستمر القتال إلى حين القوي يتغلب على الضعيف، لأن لا أحد عبر عن استجابته لمبادرات الوساطة الدولية.
وإذا كانت الحوار خارج السودان، لا أحد من الطرفبن يقبل أن يخاطر بسفر خارج السودان في ظل هذه الظروف المعقدة,
أيضا هناك حيرة داخل المجتمع السوداني والأحزاب السياسية وأطراف اتفاقية جوبا للسلام بخصوص ما يتعلق بالوقوف مع أي من طرفي النزاع.
فالأحزاب السياسية مثل الكتلة الديمقراطية والمجلس المركزي اكتفوا بمناشدات، في حين اكتفى المواطنون الغلابة بمشاهدة فقط الي حين إشعار آخر.
أليسوا هم ضحايا المشهد الأليم!!؟؟
*عمر موسي كاتب وباحث استراتيجي