مجتمع

من أب وأستاذ إلى أمزازي: اسمحوا لي…  لقد أخطأتم الموعد مع التاريخ…!

السلام عليكم ورحمة منه تعالى وبركاته

السيد الوزير المحترم،

لقد قرأت بلاغ وزارتكم ،وأمعنت فيه القراءة، حتى لا أخطئ في فهم ماتقصدون بقراراتكم، فأدركت، بعد مهلة تفكير، أنكم في حيرة من أمركم، ولم تستطيعوا إصدار قرار حاسم في كيفية التدريس خلال الموسم الدراسي الحالي(حضوري أم عن بعد)؛ ومما زاد استغرابي أنكم تركتم القرار لآباء وأولياء التلاميذ في اختيار نوع التدريس لأبنائهم ،والأصل أن القرار قراركم، لأنكم تعرفون ،من خلال اللجنة العلمية، حقيقة الوضع الصحي بالبلاد ،وتدركون الآثار الصحية على فلذات أكبادنا وعلى المجتمع في حال تبنيتم التعليم الحضوري، كما أنكم تدركون من خلال المعطيات الميدانية التي بين أيديكم، حقيقة التعليم عن بعد، وعن الجدوى منه، أما أن تجعلوا القرار بيد المواطن ،فتلك والله مغامرة ،الله أعلم بعواقبها ،وهو ضرب لمصداقية وزارتكم ،وتعبير عن عجزها في اتخاذ القرار المناسب في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها بلدنا.

السيد الوزير المحترم، أما وقد طرحتم اختيارين، فقد كان من المنطق أن تضيفوا اختيارا ثالثا، وهو أن يؤجل انطلاق الموسم الدراسي إلى حين انفراج الأزمة، والقضاء على فيروس كورونا، لماذا السيد الوزير؟

واضح من خلال التجربة التي خضناها لمدة ثلاثة أشهر في اعتماد التدريس عن بعد ،أنها تجربة فاشلة بكل المقاييس، وثق السيد الوزير أن ما توصلتم به من معطيات، توحي بأن التلاميذ قد تابعوا دراستهم بشكل جيد، هو محض خيال، وأنه لا يمكن أن ينجح ببلادنا، لأسباب موضوعية تتجلى في الهشاشة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

أم اعتماد التعليم الحضوري ،حسب تقديري ،هو مغامرة غير محسوبة العواقب، حيث سنزج بالتلاميذ والتلميذات داخل أوساط لم تعي بعد خطورة المرض، وفي غياب إجراءات صارمة وملزمة للمواطن للوقاة من انتشار وباء كورونا.

إن الخيار الذي غاب عن بلاغكم، وأقصد تأجيل انطلاق الموسم الدراسي الحالي، كان هو القرار الذي يجب مناقشته مع الفرقاء السياسيين والنقابيين وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ والتلميذات، لأن المعطيات عن وباء كورونا، معطيات مخيفة وصادمة، فكيف الحال هذه، أن نسمح لأنفسنا بالمغامرة بصحة الأطفال، في الوقت الذي لم نستطع ضبط والتحكم وإقناع كبار السن .

سيدي الوزير المحترم، تأجيل الدخول المدرسي لشهر واحد أو شهرين ،مع حجر صحي شامل وصارم، لا ينقس شيئا من حياة شعب، كما أن حياة طفل أهم وأعظم من موسم دراسي، فكيف بشهر أو شهرين.

السيد الوزير المحترم، عند اتخاذ القرارات المصيرية، نحتكم فقط لمصلحة الشعب، ولا يمكن أن نجعلها رهينة مصالح فئوية، أو مجاملة لجهات معينة لكسب ودها أو حماية لمصالحها.

السيد الوزير المحترم،

اسمحوا لي أن أقول لكم، لقد أخطأتم الموعد مع التاريخ، وعليكم إعادة النظر في قراركم.

وفقنا الله وإياكم إلى صالح البلاد والعباد.

الله غالب …

ذ.كيمية العياشي

الوردزاغ (تاونات) في :23 غشت 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock