رياضة

مكتب مديري “شبح” يسير بالـMCO نحو الهاوية ومرسلي في خبر كان والجعواني في دورة استدراكية

جمال اشبابي

قال أحد الكتاب، “إن الأفكار كالأشباح تخرج من مكامنها ليلا”، ويقول أنصار المولودية الوجدية،”إن الرئيس، لا يخرج عن صمته إلا ليلا”.

وفي سياق ذلك، كشفت مصادر جد مطلعة لـ “أضواء ميديا” أن طبخة من داخل إجتماع أمس الخميس للمكتب تم بموجبها الإستغناء بجرة قلم عن محمد مرسلي المدير التقني بدعوى عدم توفره على رخصة A وهو الإطار الوطني الذي اشتغل لعدة سنوات دون أدنى مشكل سواء في الجامعة أو المولودية، اللهم أنه يستوجب عليه الحصول على إعادة التأهيل لمدة أسبوع. ووجدها من يعبث بمصير المولودية فرصة سانحة لإيقاف إطار كفء أفنى سنين عمره في خدمة الخضرة والبيضة.

وسيخلف صوان عبد المالك، المدير التقني الحالي، فيما أنيطت مهمة تدريب فئة الأمل لميمون مفتاح بمساعدة جلال الطير، وعين في فئة الشبان مهدي جبارة، أما في فئة الفتيان فتم تعيين بلقايد، وبخصوص فئة الصغار، عين نبيل قسط، وسيجري المكتب إجتماعا مساء الغد لوضع ٱخر اللمسات على هذه التغييرات بشكل رسمي.

وأمام هكذا عبث واستهزاء للمكتب بمصالح الفريق، يمتعض أغلب عشاق المولودية وهم يحدثونك عن فريقهم بألم لا يفارقهم، منذ عدة مواسم كروية، حكاية فريق تكالب عليه كل من هب ودب، نخروا مكوناته ولا زالوا، وازدادت هذه الصورة قتامة منذ حلول محمد هوار كرئيس منذ خمسة مواسم، تجرعت خلالها الجماهير المحبة للفريق المر أكثر من الحلو.

الٱن، صارت المولودية الوجدية تختصر في رئيس يسير بمزاجية وعشوائية، ما جعل سمعته وطنيا تختزل في مسؤول لا يتواصل تقريبا مع أي كان، مسؤول يغلق هاتفته حتى على المدربين واللاعبين.

ورغم أن مكتبه “الشبح” يسير بالنادي العريق في موكب جنائزي نحو المقبرة، يبقى فقط أن نعرف متى سيصدر الرئيس بلاغا بعد منتصف الليل، يعلن فيه متى وأين ستتم عملية الوأد.

لقد ظهرت بشكل رسمي، أزمة المولودية مبكرا مع بداية الموسم، وكأن إدارة النادي أرادت اختصار الزمن على الجمهور معلنة الرغبة في النزول للقسم الأسفل منذ الخمس دورات الأولى، لتتناسل أسئلة مشروعة، منها هل هذه الإدارة مسيرة أم مخيرة، وبمعنى أوضح، هل هناك أمور تدار في الكواليس لنزول المولودية.

فما الذي تغير حتى يخرج سلطان زمانه من صمته ويعلن عن جمع عام استثنائي؟ هل هو ضغط الإلتراس، أم جهات أخرى، ومن هي هذه الأسماء داخل مكتب مديري لم نسمع به يوما منذ الجمع العام الأخير، وكيف بقدرة قادر يرغب في التخلي عنها؟

يجزم أغلب المقربين من هوار أن الأخير يجيد فن المراوغة إلى أن يصل بكرته إلى الشباك لا يهمه إن لمس الكرة بيده ووجوده في حالة تسلل كما هو الحال دائما، المهم عند هوار أن يناور ويراوغ. فقرار الجمع الاستثنائي هو محاولة يائسة بائسة لضرب عصفورين بحجر، عصفور الإلتراس والجماهير الغاضبة من التسيير والنتائج السلبية للفربق بغية كسب عطفها مجددا، وعصافير داخل المكتب تعرقل مصالح هوار وبعض الانتهازيين.

ولعلها المرة الأولى التي تكون فيها المولودية كفريق بهذا السوء، سوء في الإنتدابات، سوء في النتائج، وسوء في التسيير طبعا، فما الذي حدث وجعل الأمور تصير إلى هكذا اندحار وتدفع بالرئيس دفعا نحو الجمع العام الاستثنائي، هل هي تراكمات سوء التسيير منذ خمسة مواسم قضاها، منفردا متحكما في المكتب بارتجالية وعشوائية؟ أم هناك سابوطاج، أم هناك أمور أخرى؟ أم هي كلها مجتمعة؟

إذا كان المنطق السليم يقتضي أن يكون هوار قد تعلم من أخطاءه وهفواته كمسير، وأنه أصبح أكثر تمرسا، إلا أن الملاحظ أن حال الفريق يزداد سوءا كل موسم، فالمولودية تمر في عهده بأحلك صفحة في تاريخها، ما يشبه رحلة النزول إلى الجحيم، وتكفي نظرة إلى ما عاشته جماهير السندباد الموسم الماضي من كابوس مرعب كاد أن ينتهى بالفريق نحو توديع القسم الإحترافي الأول.

ويجمع المتتبع لمسار المولودية أن هذا الموسم سيكون حاسما منذ بدايته، (وفعلا كان) في تصحيح ما يمكن تصحيحه، رغم المديونية الكبيرة للفريق، لكن لو كانت إدارة النادي أبدت ولو مجرد رغبة في التجاوب مع مطالب الجمهور الوجدي لكانت ربما ستلقى دعما في المدرجات وصفحات التواصل الإجتماعي، لكن الأخيرة، وفي غياب أي حوار، قررت مقاطعة المباريات داخل وخارج الملعب الشرفي.

فبالنسبة لبريكاد وجدة القصة كانت قد انتهت بالفعل قبل بلاغ النادي القاضي بجمع عام استثنائي، وقرارهم مواصلة المقاطعة يعني شيئين إثنين، إما أن إصرارهم مبدئي ولا حياد عنه، أو أن المقاطعة تحركها أمور أخرى، وصار لا ينقصها غير السير في جنازة تحمل خلالها الجماهير توابيت على الأكتاف بألوان النادي.

فبالنسبة للطاقم التقني وتشكيلة الفريق، فمنذ تولي منير الجعواني تدريب الفريق مع نهاية الموسم الماضي، هلل الجميع تقريبا لقدومه كمنقذ للمولودية من مخالب النزول، لكن علينا أن نستحظر بعض التفاصيل الحاسمة في البقاء، بقاء الفريق وبقاء الجعواني.

فالتشكيلة كانت وقتها تعد فريقا قويا لكنه كان منهكا بدنيا ومعنويا نتيجة إضرابات النقابة وعدم تواصل الرئيس وسوء الحظ في بعض المباريات، وضحية “أخطاء” تحكيمية خلال مباريات أخرى. فلا مجال لمقارنة الجعواني وقتها وكان يقف بجانبه دياكيتي والبحيري وخفيفي وغيرهم من ركائز الفريق بالجعواني الٱن الذي يجلس في دكة إحتياطه لاعبون من مستوى ضعيف. وعاين الجمهور الوجدي بدهشة كبيرة كيف دخل الفريق لأول مرة في تاريخه بتشكيلة لم تضم ولو لاعبا محليا واحدا في الشوط الأول أمام الحسنية.

وإن كان الجعواني قد اعترف بأنه هو من اقترح حوالي 80٪ من الإنتدابات، لكن من يقرأ بين السطور يعي جيدا أنه ركز على عبارة “حسب الميزانية” يعني أنه لم تكن له حرية المناداة على أسماء وازنة واكتفى بهكذا مستوى للاعبيه.

وسواء، بقي الجعواني أو تم إيقافه بعد مقابلة ٱسفي التي تعد “دورة استدراكية”، فلن يغير ذلك شيئا في مسيرة الفريق نحو بلوغه أهدافه، ببساطة لأنه فريق يخوض غمار البطولة الإحترافية دون تسطير أهداف معينة ولا جداول زمنية دقيقة، فمع هكذا مسؤولين يلغى الزمن ويلغى المنطق التسييري والحكامة، كيف لا إن كان لا حياة لمن تنادي، اللهم المصالح الشخصية الضيقة وتصفية حسابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock