بعد مقابلة الديربي، شاهدنا وسمعنا “فلاسفة ومختصين” بعضهم تحدث عن ضعف الفريق الوجدي (وهو الذي أبان عن قتالية واستماتة) والبعض الآخر ادعى أن الفريق غير قادر على مسايرة منافستي الكأس والبطولة في نفس الوقت، وأن الإقصاء جاء ليصب في هذا الاتجاه مما يفسر سكوت المكتب بعد ذلك، وهو اعتراف ضمني بالضعف وخدمة مصالح الفريق المنافس بالمجان، وهذا أمر أكثر فداحة.
لكن كيفما كان الحال، شهدنا أمس مهزلة كروية، لا لكون المولودية أقصيت على أرضية الملعب ،بل لأنه تم إقصاؤها بتواطئ. فاللوم كل اللوم على مكتب المولودية الذي لم يحرك ساكنا، لا حول ظروف النقل التلفزيوني، ولا حول طاقم التحكيم بـ “فاره” و “قططه”.
ابتدأ الإقصاء، بالتحيز لفرق البيضاء لنقل المباراة على المباشر، وهو أمر يزعج الجمهورين على حد سواء، لكنه أمر يبدو أنه لا يزعج مكتبي الفريقين، ولكل واحد منهما مصالح في ذلك، ستبينها الأيام وما سيعقب ذلك في باقي منافسات الكأس والبطولة، وكل ما يطبخ في كواليس الجامعة.
أما الإقصاء الثاني، وهو الأكثر مرارة فجاء نتيجة “أخطاء” تحكيمية فادحة:
– عدم مشروعية هدف التعادل بالدليل، صوتا وصورة، حتى الفار لم يظهر له الخط الوهمي، فلماذا تعمد الحكم صبري عدم بث هذا الخط على القناة الناقلة كما جرت العادة، هل هذا هو الحق في المعلومة الذي يأدي دافعو الضرائب من أجلها؟
– الهدف الثاني كان هناك دفع على مروان فخر لم يشاهده لا زوراق ولا صبري.
– طرد يوسف أنور مسجل الهدف الشرعي الوحيد في المباراة، قرار غير قانوني، بالدليل القاطع فلم يشر الحكم إلى عدم تنفيذ ضربة الخطأ دون صافرة.
– تغاضي الحكم ومعه غرفة الفار عن توجيه بطائق صفراء وحمراء مستحقة للاعبي الفريق الخصم.
كل هذا، ولم يشر مكتب المولودية ولو بسطر لما وقع خلال هذه المباراة، وكأنه غير معني بتاتا.
فإذا كان مكتب نادي بتاريخ وحجم المولودية مازال غير قادر على الإحتراف، فليحترف على الأقل في الهواية…