محمد بختي: تأجيل الجمع العام العادي “غير عادي” ووراءه أمور أخرى والـMCO سيصطدم بالحائط”
جمال اشبابي
“لا ينبغي اعتبار الناس بلهاء أو جاهلين، لأن هناك أمور أخرى وراء تأجيل الجمع العام العادي للمولودية الوجدية لكرة القدم”، هكذا استهل محمد بختي أقدم منخرط بالفريق دون انقطاع، في حوار مع أضواء ميديا، سلط من خلاله الضوء على جملة من الإشكاليات التي تعيق مسار الفريق، وهو على بعد أسبوع من عقد جمعه العام العادي.
وأثار بختي خلال هذا الحوار الوضعية الكارثية التي وصل إليها الفريق، منذ سنوات، وتهميش دور المنخرطين والتقليل من قيمتهم، ويأتي هذا في وقت تعاني فيه المولودية على جميع المستويات نتيجة الإرتجالية والعشوائية في التسيير، وهو نفس المنطق الذي يدار به ملف اللاعبين وركائز الفريق، وهم يغادرونه الواحد تلو الآخر دون أن يدخل ولو سنتيم واحد ميزانية الفريق.
وكشف بختي خلال هذا الحوار عن الكثير من مناطق الظل، لكنه تحفظ عن الدخول في التفاصيل، وترك ذلك لموعد الجمع العام، لكنه تحدث بكل طلاقة عن منح السلطات للفريق وعن عبد النبي بيوي، وصفقة اللاعب البحيري، وعن التعتيم الإعلامي وتهميش الصحافة.
لكن وفي صورة سوداوية، كرر بختي غير ما مرة أنه متشائم، وأن الفريق إن بقي على حاله في الموسم القادم لا قدر الله سيصطدم بالحائط فعلا.
وكشف محمد بختي العضو المنخرط بنادي المولودية الوجدية لكرة القدم، النقاب عن أسباب تأجيل الجمع العام العادي للنادي، بشكل رسمي تحت ذريعة أسباب تنظيمية، ملمحا إلى أن هناك أمور أخرى وراء القرار.
وأوضح بختي الذي يعد أقدم منخرط في النادي دون انقطاع، “أن التأجيل لأسباب تنظيمية مجانب للصواب، لأنه ببساطة عندما يدعو المكتب للجمع العام يكون عادة قد ضبط الأمور التنظيمية، وبالنسبة لي هذا ليس إلا مجرد مبرر، وإنما هناك أمور أخرى، بحسب قوله.
وفضل بختي عدم الإفصاح عن المزيد من التفاصيل، وتحفظ على ذكرها إلى غاية موعد الجمع العام العادي، بقوله، “لا يمكن أن أدخل الآن في التفاصيل بشكل عام”.
وجزم بختي وهو لاعب سابق في صفوف فريق المولودية الوجدية، والذي تقلد عدة مناصب داخل مكتبها وعايش عددا من رؤساءها، أن مسألة التأجيل لا علاقة لها بالأمور التنظيمية، قائلا: “لا ينبغي اعتبار الناس بلهاء أو جاهلين، لأن هناك أمور أخرى”.
وقال بختي أن الأمر فيه “عدم إحترام للمنخرطين، إذ لم نتوصل بأي إشعار رسمي بخصوص التأجيل، وهو إنقاص من قيمة المنخرطين” على حد تعبيره.
وكشف، “أنه يستحيل أن يكون التأجيل للأسباب المذكورة، فهذا أمر لا يتقبله العقل، ذلك أن الإعلان عن تاريخ الجمع العام يسبقه تهييئ الظروف والأمور التنظيمية لتكون جاهزة” واصفا قرار التأجيل “بغير المنطقي”.
وألمح بختي إلى ما يمكن أن يعتبر معيقا لانعقاد الجمع العام في شهر يوليوز قائلا، “ربما هناك أمور لها علاقة بالسيولة المالية للفريق؟ أو أمور لها علاقة بعدم وجود مدرب؟ أم بأمور لها علاقة بعدم وجود لاعبين؟ وهنا نتساءل، هل التأجيل كان لتحضير كل هذه المسائل؟”.
وعلى صعيد ٱخر، وبالنسبة للاعبين الذين لم يتوصلوا بعد بمستحقاتهم، أكد بختي على أن “أي لاعب أظهر مأهلات كروية مثل حارس الفريق، ولا زال يربطه عقد بالفريق، إلا ويرغب في الرحيل، لكن لا ينبغي للفريق تفويت الفرصة لكي يستفيد من انتقالاتهم، اللهم إذا لم تأدى مستحقاتهم في هذه الحالة سيرحلون كما فعل ٱخرون”
وأوضح بختي “أن أي لاعب بالفريق الٱن، لو وجد الفرصة لرحل، ذلك أنهم أمضوا موسما عانت خلاله المولودية الوجدية الأمرين، وخلال الموسم القادم لو بقيت الأمور كما هي عليه، سنصطدم بالحائط مباشرة”، بحسب تعبيره.
وأكد بختي أن الحديث عن دعم السلطات للفريق مسألة واهية، وأنه لا ينبغي أن تكون حاضرة، لأن الجهات المعنية منحت مساهماتها، سواء كان مجلس الجهة، أو الجماعة أو المجلس الإقليمي، وقاموا بدورهم في هذا الخصوص”.
وأضاف، أن الوجوه السياسية بالمدينة يبقى لها الإختيار في دعم الفريق من عدمه، فعبد النبي بيوي كرئيس جهة الشرق منح المولودية، لكنه كشخص له الإختيار، فلو كان بيوي مكان محمد هوار، فأظن أن الأخير لن يمنح شيئا لمنافسه السياسي، وأنا أتفهم الأمر، زد على ذلك، أن هوار لما أصبح رئيسا صرح أنه لن يعتمد على أي كان، وأنه سيوفر للفريق مداخيل قارة”.
وبخصوص رئاسة مكتب المولودية الوجدية، وما تتناقله بعض صفحات التواصل الإجتماعي حول ما يروج بخصوص خلافة إدريس وراوي للرئيس الحالي محمد هوار، قال بختي، “ليس هناك أي شيء رسمي لحد الآن […] لكن كيف سيتمكن وراوي (إن أخذ الرئاسة)، من حمل المشعل، وهل سيتقبل الجمهور ذلك، وهل سيسدد الديون التي راكمها هوار؟”
وأكد بختي أن صفقة اللاعب ياسين البحيري، “هي في حد ذاتها ليست حدثا حتى لو بعناه بمليار سنتيم، فهذا لا يعتبر حدثا ولا إنجازا خارقا يحسب للمكتب، لأن الأزمة المالية الفريق ستبقى”.
وأوضح، ما علينا سوى أن نقوم بعملية حسابية حول عدد اللاعبين الذين حلوا بالفريق وبأية مبالغ، ونضع في المقابل صفقة البحيري، فإنه سيكون لدينا عجز مالي، لأننا صرفنا ثلاثة ملايير وربحنا مليارا واحدا فقط، ليصبح العجز ملياري سنتيم”، وأضاف، “لقد أرادوا أن يجعلوا من صفقة البحيري إنجازا ومكسبا وهذه مغالطة”.
وأرجع بختي “الغموض” المحيط بالفريق إلى ما وصفه “بالتعتيم الإعلامي”، بقوله، “هناك غموض وتعتيم إعلامي، فجماهير سندباد الشرق، والمختصون والمدونون في مواقع التواصل الإجتماعى، والصحفيون في المنابر الورقية والإلكترونية مهمشون”.
وأوضح قائلا، “الآن نجد المعلومة الخاصة بالفريق عند بعض المقربين من الجماهير بين قوسين، في حين لا يتوفر الصحفي عليها، أو هو ٱخر من يعلم وهذا خطأ، […] فالتواصل غائب مع الجسم الصحفي، والمعلومة الخاصة بالمولودية ملك لجميع الجماهير، خاصة وأن لدينا جمهور شغوف يريد معرفة أخبار فريقه، من تعاقدات وانتقالات والوضعية المالية للفريق، ولو تم معالجة هذا الإشكال لاتضحت عدة أمور كانت تظهر غامضة”
وأبدى بختي تشاؤما بخصوص مصير الفريق، قائلا، “أنا متشائم، والموسم القادم لا قدر الله سنصطدم بالحائط فعلا، وأتمنى أن الديون ستأدى”.
وزاد قائلا، “فلا بأس إذا سير (هوار) الفريق ولم تحالفه الظروف، أن يسوي الوضعية المالية والتقنية للفريق ويقدم استقالته بكل روح رياضية”.
وشدد بختي على أن تكون المولودية فوق كل اعتبار، قائلا، “ولاؤنا هو للفريق وليس للأشخاص، لأن هؤلاء سيرحلون والمنخرط سيبقى دائما وفيا للفريق، تعاقب جميع الرؤساء ولا زلت منخرطا لأن حبي هو للفريق وليس للأشخاص، وكيفما كان الحال، أتمنى مسيرة موفقة لفريقنا، وكلامنا سنوصله دوما ولا نخشى أحدا، لأننا نشتغل وننتقد في إطار قانوني ورياضي، ولا ننتقد أشخاصا بل ننتقد سياسات أشخاص.