محمد النوري يكتب عن عبد الصمد بلكبير و”نموذج” بنكيران: … تلك وقاحة ما بعدها وقاحة…!
أن يتخذ عبد الصمد بلكبير بنكيران كنموذج، وربما تمثال يعبده صباح مساء، فذلك شأنه، لكن أن يعتبر بنكيران رجلا وطنيا في مقام علال الفاسي والمهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد.. فتلك وقاحة ما بعدها وقاحة.
أولا: عبد الصمد بلكبير يعرف قبل غيره أن مريدي الإخوان لا يؤمنون بالوطن لأنهم يعتبرون حجر عثرة أمام قيام دولة الخلافة.
ثانيا: ما هي الأعمال الجليلة التي قدمها للمغرب حتى نضعه في مرتبة علال الفاسي، بنبركة، عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي؟ هل كان نتيجة نضاله ضد الاستعمار مثلا؟ أم كان نضالا من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ أم من أجل رفاهية الوطن والمواطنين؟
لا أعتقد أن بنكيران يوجد في خانة من خانات الوطن على اعتبار أن ماضيه ينفي عنه أية وطنية في هذا الباب، اللهم إن كان يعتقد عبد الصمد بلكبير قيادة بنكيران لتظاهرة لنصرة قتلة عمر بن جلون غيرة وطنية. أو أن رسالته إلى البصري التي يناشده فيها بالترخيص لهم للوقوف ضد اليسار ومحاربته هي وظيفة وطنية لمواجهة اليسار وأنت كنت واحدا من اليساريين المعنيين بالرسالة.
هل ما قام به بنكيران وهو على رأس الحكومة من عدم تنفيذ حكم المحكمة بتنفيذ اتفاق 26 أبريل الخاص بالمعطلين يعتبر بطولة وطنية في تسفيه القانون من جهة وضرب الدستور من جهة أخرى؟ أم أن فرض التعاقد وبدون تكوين ولا يحزنون في التعليم يعد إنجازا؟ أما ضربا للعملية التعليمية ككل؟
أنا متيقن أنك لست متفقا على تحميل الموظفين تبعات ما نهب من صناديق التقاعد، بل وإصلاحه كذلك من جيوبهم، ومع ذلك ترفع بنكيران إلى درجات لا يستحقها عوض قول حقيقته كتلميذ نجيب لتعليمات كريستين لاكارد باطرونة صندوق النقد الدولي.
ثالثا: اتهام جهات في الدولة تريد تصفية بنكيران يعني جهات بالجمع كلها تريد تصفية بنكيران، وجهات أخرى ترغب عودته إلى الحكم في 2021. وكأن الدولة تتكون من جهات متنافرة فيها اللي يشرق واللي يغرب. على ماذا تريد هذه الجهات كلها تصفية بنكيران؟ هل يعد انقلابا مثلا؟ هل أحدث ثورة في الحكم هددت مصالح المنتفعين والمستفيدين من الريع وغيره؟ كل ما قام به بنكيران طوال فترة حكمه هو حماية مصالح هؤلاء. أليس هو مبدع قرار عفا الله عما سلف؟
رابعا: فرية التصفية لا يقولها حتى المقربون لبنكيران من حزبه، بلكبير وحده يعلم غيب السموات والأرض ما دام بنكيران يمثل خطرا على الكادحين وحدهم.
أخيرا، أريد أن أفهم سر هذا التهافت من طرف بلكبير وامحمد خليفة وهما من سكان مراكش الذين لا يدينون إلا لسبعة رجال، هل أصبح بنكيران وليا من أولياء مراكش؟ أفهم أن يكون بلكبير مرشد سياحيا لبنكيران في جامع لفنا ويقول فيه ما ليس فيه، قد نفهم هذا الكلام لو كان المعني هو اليوسفي على اعتبار أنه اختاره مستشارا له عندما كان وزيرا أولا وهو ولي نعمته الحقيقي، اللهم إن كان بلكبير يراهن على حقيبة وزير عند عودة بنكيران في سنة 2021.