محمد النوري يكتب: الإخوان ومحاولة نسف منظمة التعاون الإسلامي، وصمت اليسار
في بعض الأحيان تأتيك الأحداث بمعطيات لا تتخيلها، يزور أردوغان تونس دون سابق إنذار مع وزيريه في الدفاع، والخارجية ورئيس المخابرات. الموضوع كان حول دخول تركيا إلى ليبيا، ما دامت تركيا تعتبر تونس إخوانية.
حيوية اليسار التونسي واحتجاجاته على الزيارة جعلت رئيس الجمهورية ينفي أي تنسيق في هذا الباب.
يعرف اليسار أن دخول تركيا إلى ليبيا فيه خطر كبير على تونس نظرا للتجربة السورية مع العراقية.
هذه الضجة دفعت رئيس تونس إلى التراجع عن ما اتفق فيه مع الجانب التركي.
أن يطير رئيس البرلمان التونسي إلى لقاء رئيس الجمهورية التركية فيه شيء من مكر الإخوان، كما فيه شيء من لي ذراع رئيس الجمهورية التونسية لكونه تراجع عن تعهداته خلافا لما نشره الإعلام التركي.
كان الغنوشي يظن الغنوشي أن تسلم الجرة من الكسر من خلال ما عاشه من مساءلة داخل البرلمان؛ لكن في تونس اتضح الصراع بين فريق يهم الوطن وفريق عابر للأوطان لا يهمه سوى التنظيم الدولي.
هذا في تونس.
أما عندنا في المغرب، فإننا نعيش نفس المشكلة، لكن عندنا يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي.
بالأمس ذهبت حركة الإصلاح والتوحيد ومعها جماعة العدل والإحسان إلى اجتماع بقمة كوالامبور بماليزيا.
ذهبوا لنسف منظمة التعاون الإسلامي التي ينتمي لها المغرب.
رجعوا إلى المغرب بدون مساءلة، قد نجد العذر لجماعة العدل والإحسان باعتبارها معارضة للدولة .
لكن حركة الإصلاح والتوحيد هي تتواجد في قيادة الحكومة المغربية عبر ذراعها السياسي حزب العدالة والتنمية.
لو كان عندنا يسار حقيقي، لوقف في وجه ازدواجية المواقف لفرع الإخوان المسلمين بالمغرب وفضحهم على رؤوس الإشهاد.
يأتي النموذج دائما من تونس، فهال سيتحرك اليسار المغربي لمواجهة هذا العبث الاخواني؟