محمد الطلحي: عن الذين يتباكون عن إغلاق المساجد.. لا حاجة لله بصلاتكم!
لقد لفت انتباهي هذه الأيام كثرة التباكي على إغلاق المساجد، وكأن التقوى محصورة في أداء الصلاة في المساجد. فما العيب أن نمارس طقوسنا في المنزل نظرا لهذه المصيبة التي أصابت البشرية. فالذين هرولوا في بعض المدن مستنكرين إغلاق المساجد ظنا منهم أن التقوى هي الصلاة فقط، ألم ينظروا مليا فيما يقوله جل علاه في هذه الآية: “سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيض والعافين عن الناس والله يحب المحسنين” صدق الله العظيم، لاحظوا تعريف المتقون… هؤلاء القوم حصروا التقوى في مكان ضيق.
وفي عز هذه المحنة، تراهم يسارعون لتكديس المواد الغذائية دون التفكير في الآخر، وفي المساء يحمل سجادته على كتفه ويحاول أن يجلس في الصف الأمامي لينال الجنة قبل الأطباء الذين لا ينامون لإنقاذ الأرواح البشرية أو قبل رجال الأمن الذين يسهرون على راحة المجتمع ليلا ونهارا..
ماذا فهم هؤلاء من الدين؟ إذا لم ينعكس هذا الدين على سلوكك ويظهر أثره في مجتمعك، فلا حاجة لله بصلاتك. إن الإنفاق في السراء والضراء يرددها ربنا في شتى الآيات، كقوله تعالى: “وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمين الصلاة ومما رزقناهم ينفقون” صدق الله العظيم، لا حظوا معي المخبتون المبشرون بالجنة، وقال في أية أخرى: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم أولائك أصحاب الجنة هم فيها خالدون” صدق الله العظيم.
أنى لهؤلاء الذي يهرولون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا..
هذه الظرفية تحتم عليكم أن تكونوا في الصف الأمامي في إعالة الأسر وفي طمأنينة الناس من هول الجائحة… في الصف الأمامي في مساعدة الأمن…
أما عن تكديس المواد الغذائية، تأخذ حقك وحق غيرك ولا تبالي بأنك قاسط، والقاسط هو الذي يأخذ نصيبه ونصيب غيره.. وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا..
يا حسرة على العباد… آن الأوان أن يعاد النظر في فهم الدين على ما أوصى به الله… لا يكون المومن مومنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.